رسائل رئيسية
الجمهور المستهدف
مقدمة
الأوضاع السياسية والمؤسسية والاقتصادية والاجتماعية تؤثر بشكل مباشر على فرص إعادة إدماج الأطفال والأسر المستدامة. وخلق بيئة هادفة لتصميم وتنفيذ المساعدة على إعادة الإدماج التي تركز على الطفل والأسرة يتطلب ما يلي:
- إشراك وبناء قدرات الجهات المعنية الرئيسية في البلدان المضيفة وفي البلدان الأصلية، فضلاً عن المناصرة مع جميع النظراء الحكوميين ذوي الصلة لتأمين مراعاة حقوق الطفل واحتياجاته لدى وضع وتنفيذ سياسات وبرامج إعادة الإدماج.
- تعزيز أو تطوير آليات التنسيق بين جميع الجهات المعنية ذات الصلة طوال عملية العودة وإعادة الإدماج.
- تطوير أو تعزيز نظم وممارسات التعاون الدولي (على الصعيدين المتعدد الأطراف والثنائي) التي تركز على إعادة إدماج العائدين.
- تنسيق اعتبارات إعادة الإدماج وإدراجها في التشريعات والسياسات والاستراتيجيات والممارسات الوطنية ذات الصلة بحماية الطفل والرعاية الاجتماعية وبالخدمات الأخرى، بما فيها التعليم والرعاية الصحية والسكن والوصول إلى العدالة والحماية الاجتماعية، فضلاً عن السياسات والاستراتيجيات التي تهم التشغيل.
في السياقات التي يوجد فيها عدد أقلّ من العائدين من الأطفال والأسر أو حيثما تكون هناك نظم آليات لحماية الطفل والرعاية الاجتماعية وغير ذلك من الخدمات التي لها أهمية خاصة بالنسبة للأطفال راسخة بشكل جيد يمكن أن تركز التدخلات على المستوى الهيكلي على ضمان إدماج العائدين في النظم القائمة. وبشكل عام يجب أن توجّه المساعدة على إعادة الإدماج على المستوى الهيكلي وترشد التطوير والتكييف الجاريين لآليات الحماية لصالح الضعفاء من الأطفال والأسر. وفي بعض الحالات تكون أوجه الضعف التي تحرك الهجرة أو تعرقل جهود إعادة الإدماج مماثلة لأوجه الضعف التي تقوّض نماء الطفل وتُضعف قدرة الأسر والمجتمعات المحلية على التأقلم. وبهذا المعنى فإن إعادة إدماج العائدين المستدامة يمكن أن تُستخدم كفرصة لتحقيق ما يلي:
- توسيع نطاق الموارد لأغراض الخدمات المحلية والوطنية؛
- زيادة إشراك وتوسيع نطاق الجهات المعنية الرئيسية العاملة على تعزيز حقوق الطفل ومعالجة احتياجات جميع الأطفال في المجتمعات الأصلية للعائدين؛
- تعزيز النظم التي لا تقتصر وحسب على دعم العائدين من الأطفال وإنما تضمن أيضاً الحماية والمساعدة لجميع الأطفال والأسر على حد سواء، مع الاهتمام بشكل خاص بالأطفال والأسر في أوضاع هشّة.
يركز هذا الفصل بالأساس على تعزيز آليات حماية الطفل والرعاية الاجتماعية من خلال بناء القدرات، كمثال لنوع التدخلات الهيكلية التي يجب إعطاؤها الأولوية لدعم إعادة إدماج الأطفال المستدامة. وتشمل الخدمات الأخرى التي لها أهمية خاصة بالنسبة للأطفال العائدين التعليم والرعاية الصحية والسكن والحماية الاجتماعية والوصول إلى العدالة.
1.4.6 إشراك الجهات المعنية
إشراك السلطات الوطنية والمحلية في المراحل الأولى من عمليات تصميم المساعدة على إعادة الإدماج مفيد ويعود بالنفع نظراً لقرب هذه السلطات من المجتمع المحلي ومعرفتها المتعمقة بالخدمات المتاحة. ومسح الجهات المعنية يمكن على سبيل المثال أن يسمح بتحديد سلطات حماية الطفل ورعايته أثناء مرحلة ما قبل المغادرة أو مباشرة بعد وصول الطفل أو الأسرة إلى البلد الأصلي مجدداً. ومسح الجهات المعنية وجمع المعلومات كجزء من تحليل الوضع يسهمان في تحديد السياق، بما في ذلك أوجه الضعف ونقاط القوة والقوانين ذات الصلة، واتفاقات إعادة القبول بين الدول، وسياسات المانحين والسياسات والأولويات والخدمات والنظم على مستوى الحكومات الوطنية والمحلية التي تؤثر في الأطفال والأسر في البلدان الأصلية.
- تسمح عمليات المنظمة الدولية للهجرة واليونيسيف بالقيام بشكل منتظم بجمع وتحليل وتحديث المعلومات عن البلد الأصلي والدراسات الاستقصائية الوطنية والتحاليل المتعلقة بالأوضاع ويمكن أن تُستخدم كنقطة انطلاق لتحسين فهم السياق الوطني والهياكل الأساسية التي قد يعود إليها الطفل.
- الظروف الشخصية الفردية للطفل والأسرة يمكن أن ترشد وتوجه تحديد الجهات المعنية الرئيسية.
- يجب أن تراعي خطط إعادة إدماج فرادى الأطفال والأسر، وكذلك تنفيذ برامج إعادة الإدماج الأوسع في المجتمعات المحلية التي تستقبل العديد من العائدين، جميع الجهات المعنية ذات الصلة. ومن بين الجهات المعنية ذات الصلة السلطات الوطنية والمحلية، والقطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني (بما في ذلك تلك التي يقودها شباب)، وجمعيات المهاجرين والعائدين والشتات، والحكومات الأجنبية والوكالات المانحة (وهي عادة وكالات البلدان المضيفة التي يعود منها المهاجرون).
- مسح الجهات المعنية وتحليل الوضع امتداد لتقييم المصالح الفضلى الذي يجب أن يكتمل بالنسبة لجميع الأطفال (انظر الجدول 1.4، الوحدة 4 للاطلاع على وصف لفئات الجهات المعنية ووجاهتها ووظائفها المحتملة).
- إشراك الجهات المعنية التي تدير النظم التي تحكم توفير المساعدة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية - الاجتماعية على إعادة الإدماج أساسي لصون مصالح الطفل الفضلى. ويشمل ذلك القطاع الخاص الذي هو أساسي للمساعدة على إعادة الإدماج الاقتصادية والاجتماعية للطفل والأسرة.
مشاركة الجهات المعنية على المستويين الوطني والبلدي في السلفادور
المساعدة على إعادة الإدماج في السلفادور تشمل مشاركة الجهات المعنية في مختلف الوزارات على المستويين الوطني والبلدي، بدءاً بعملية استقبال ملائمة (توفر فيها أكثر من 11 مؤسسة وطنية الخدمات في مرحلة ما بعد الوصول). ولدى الوصول يتم استقبال العائدين من الكبار والوحدات العائلية والأطفال والمراهقين في مركز الاستقبال الوطني الذي تديره مديرية الهجرة وتدعمه منظمات دولية ومنظمات من المجتمع المدني. وكل مؤسسة من المؤسسات تنفّذ تقييماً فردياً سريعاً مع التركيز بشكل خاص على الأطفال والوحدات العائلية طبقاً لنظام حماية الطفل. والأطفال غير المصحوبين يُحالون إلى المركز الوطني للأطفال والمراهقين. والدوائر الوطنية توفّر إحالة ومتابعة على المستوى الوطني في مجتمعات الوصول المحلية.
في عدة بلديات من البلديات ذات الأولوية والتي لها مستويات مرتفعة من القتل والاغتيال أطلقت حكومة السلفادور، بدعم من الفاعلين الدوليين والمؤسسيين والاجتماعيين، "خطة أمن السلفادور" في عام 2015، التي تطورت لتصبح "خطة السيطرة الإقليمية" في عام 2019. والهدف من ذلك هو معالجة العنف المجتمعي من خلال استرجاع الفضاءات العامة المأمونة والمعاد تأهيلها لكي تتمتع بها الأسر ويتمتع بها أفراد المجتمع المحلي. وقد شمل ذلك إقامة ورشات عمل لتوفير تدريب على المهارات الحياتية وتشجيع مشاريع إعادة الإدماج في النظام التربوي من خلال وحدات تعليمية مرنة وفتح مكاتب لتشغيل الشباب تركّز على السكان المعرضين للخطر.
وأعطى البرنامج الأولوية لأكثر من 60 بلدية. ولتكميل ذلك تقوم المنظمة الدولية للهجرة، بالاستناد إلى بيانات حكومية رسمية، بإحصاء عدد العائدين الوافدين إلى السلفادور من الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك. وسمحت هذه البيانات للمنظمة الدولية للهجرة بمساندة وكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية في إعطاء الأولوية للبلديات التي لها في نفس الوقت نسب مرتفعة من عمليات القتل ومعدلات عودة مرتفعة للعمل على إعادة الإدماج ومنع الهجرة غير الشرعية. ومن أمثلة ذلك بلدية زاكاتيكولوكا.
فتحت بلدية زاكاتيكولوكا مكتباً بلدياً للعائدين وأسرهم. ويستقبل هذ المكتب العائدين المحالين ويقدم المساعدة إلى جانب دوائر وطنية أخرى من أجل عملية إعادة إدماجهم. والمكتب البلدي يقوم أيضاً بالتوعية بشأن مخاطر الهجرة غير الشرعية ويساعد العائدين على إبقاء الروابط مع السلفادوريين في الخارج.
وبالإضافة إلى ذلك فتحت اللجنة البلدية لمنع العنف مكتباً محلياً لدعم الضحايا وشجعت الأنشطة الفنية والثقافية من خلال إنشاء مدارس للرقص والرسم. والجهود من هذا القبيل تسمح بتوخي نهج أكثر شمولية لكل عائد، بحسب خصائصه ومميزاته الخاصة.
وبالتوازي مع ذلك قامت المنظمة الدولية للهجرة، بقيادة البلدية، بتعزيز الجهود المحلية من أجل تحقيق الوئام الاجتماعي القائم على أساس تطوير مشاريع البنى التحتية صغيرة الحجم، وتشجيع المشاركة المحلية وقيادة المجتمع المحلي. وعزّزت المنظمة الدولية للهجرة أيضاً الطاقات المجتمعية للإمساك بزمام الأمور فيما يتصل بإعادة الإدماج ومنع الهجرة غير الشرعية.
وإشراك مجموعات متعددة من الجهات المعنية قد أدى إلى تواجد فضاءات عامة مجتمعية تشجع الوئام الاجتماعي وإعادة الإدماج الاجتماعي للأسر العائدة وغير ذلك من الأفراد المهمشين في المجتمع المحلي والتخفيف من حدة دوافع الهجرة وإذكاء الوعي بمخاطر الهجرة غير الشرعية.
- إشراك مجموعة واسعة من الجهات المعنية على مختلف المستويات بما في ذلك المستوى الوطني والبلدي والمحلي، وتحديد قائد محلي.
- يُعد الفهم المتعمّق لعملية دائمة في ظل الكرامة، بما يشمل مسحاً مستفيضاً للجهات الفاعلة والخدمات المتاحة، الخطوة الأولى لتطوير النهج اللازمة لإعادة الإدماج.
- توفير الدعم النفسي - الاجتماعي الفوري وتكوين أفرقة دعم للعائدين.
- تشجيع الاستراتيجيات القائمة على الأدلة من خلال تحليل البيانات المتاحة من العائدين والمجتمع الأصلي.
2.4.6 بناء القدرات وتعزيزها
يمكن أن يستهدف بناء القدرات أي جهة معنية تلعب دوراً في المساعدة على إعادة الإدماج وتشمل تعزيز المهارات وتعزيز الهياكل الأساسية أو العمليات أو الموارد بحيث يتسنى لها أن تيسّر إعادة الإدماج المستدامة للعائدين من الأطفال والأسر78 . ويعمل كل من المنظمة الدولية للهجرة واليونيسيف على نحو مشترك كجهتين معنيتين رئيسيتين في تشجيع إعادة الإدماج المستدامة للعائدين من الأطفال والأسر في بلدانهم الأصلية. وقد اعتمدت اليونيسيف نهجاً لنظم حماية الطفل. ويسعى نهج النظم إلى السهر على حماية الطفل بطريقة تتفق مع حقوقه. وتعزيز النظم يشمل بدوره تعزيز قدرات المؤسسات والنظم على تحقيق هذا الهدف79 . وتنفذ اليونيسيف نهج تعزيز النظم لحماية الطفل عن طريق تشجيع إقامة بنية شاملة ومتكاملة لتوفير الخدمات ووضع السياسات التي تحدد وتدعم جميع الأطفال الضعفاء بطريقة غير تمييزية. وإلى جانب بناء القدرات لتعزيز النظم تشدد استراتيجية اليونيسيف على إقامة نظام موحد يمكن فيه لكل طفل ضعيف الحال الحصول على الدعم اللازم عوضاً عن إنشاء آليات موازية غير متكاملة أو غير منسقة.
الجهات المعنية الرئيسية في نهج تعزيز نظام حماية الطفل هي الوزارات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني المكلفة بضمان وتعزيز حقوق الأطفال والأسر. وبناء القدرات من أجل شركاء الحكومة والمجتمع المدني الذين ينسقون أو يقدمون الدعم للأطفال والأسر أساسي في تدخّلات تعزيز النظم. ووصف الفصل 2 إدارة الحالات المراعية لمصالح الطفل بأنّها وسيلة فعالة لتقديم الدعم الفردي للأطفال والأسر. وجهود بناء القدرات على المستوى الهيكلي تطوّر أطر إدارة الحالات على الصعيد الوطني وعبر الحدود، بما يشمل آليات الإحالة، وتعزيز القوة العاملة في مجال الخدمة الاجتماعية التي تقوم بأنشطة إدارة الحالات من أجل الأطفال ضعفاء الحال.
الشكل 1.6: تعزيز النظم في إثيوبيا 1
تعزيز المساعدة على إعادة الإدماج من خلال النظام الوطني لإدارة الحالات: إثيوبيا
يعمل كل من المنظمة الدولية للهجرة واليونيسيف على نحو مشترك كجهتين رئيسيتين معنيتين بتشجيع إعادة الإدماج المستدامة للعائدين من الأطفال والأسر في بلدانهم الأصلية في سياق الإطار الوطني لإدارة الحالات في إثيوبيا. ويشمل تعزيز النظم تعزيز قدرات المؤسسات والإجراءات والعمليات لضمان حماية الطفل بطريقة تتماشى مع حقوقه.
وتدعم اليونيسيف والمنظمة الدولية للهجرة تعزيز الآليات والهياكل التي تسمح لجميع الأطفال، بمن فيهم الأطفال العائدون وأسرهم، بالاتصال بجهات الدعم على المستوى الوطني للتخطيط لما قبل مغادرة الطفل وبعد وصوله، ويلي ذلك الدعم المتواصل والمتابعة مع الأسر والأطفال في مجتمعاتهم المحلية. وبالنسبة للأطفال العائدين في إثيوبيا شمل ذلك شراكة مع المنظمة الدولية للهجرة ووزارة المرأة والطفولة والشباب لتوفير مرشدين اجتماعيين في مركز عبور المنظمة الدولية للهجرة يقدمون الدعم في تحديد هوية الأطفال العائدين غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم وتسجيل وتقييم هؤلاء الأطفال العائدين. ويقوم المرشد الاجتماعي بتيسير تقفي أثر الأسرة وفقاً لمصالح الطفل الفضلى وبمرافقة الطفل إلى قريته وتسليمه إلى مرشد اجتماعي محلي يتولى الإشراف على لمّ شمل الأسرة وتنفيذ خطة الرعاية فيما يتصل بحماية الطفل بتنسيق مع الجهات المعنية المختصة.
هذا النهج حدده إطار وطني لإدارة الحالات وهو يشمل احتياجات جميع الأطفال، بمن فيهم الأطفال العائدون. ونهج إدارة الحالات يجمع وينسق بين جميع الفاعلين المعنيين بحماية الطفل. والنهج المتعدد القطاعات يتطلب المشاركة والدعم على جميع المستويات داخل النظام، انطلاقاً من المستوى الوطني ووصولاً إلى المستوى المجتمعي، وله هياكل أساسية قائمة لتنسيق وجهات نظر جميع الجهات المعنية وأولوياتها ونهجها وتدخلاتها. والنتيجة هي شبكة من الوكالات وآليات التنسيق المترابطة، فضلاً عن ممارسة موحدة لإدارة الحالات. وتقوم اليونيسيف بدعم اختبار إطار إدارة الحالات الوطني في مواقع مختلفة، وذلك عن طريق أنشطة مختلفة من بينها زيادة عدد وتعزيز قدرة القوة العاملة في مجال الخدمة الاجتماعية، بمن في ذلك المرشدون الاجتماعيون على مستوى المجتمع المحلي من خلال توفير تدريب متخصص. وتم وضع إجراءات وأدوات تشغيلية موحّدة ذات صلة للانتقال من نظام إدارة الحالات الورقي الأساس إلى منصة رقمية لتيسير مزيد فعالية متابعة الحالات ورصدها وإحالتها إلى الدوائر المختصة.
- الاستثمار في زيادة القوة العاملة في مجال الخدمة الاجتماعية، بما يشمل المرشدين الاجتماعيين على صعيد المجتمع المحلي وتعزيز كفاءاتهم عن طريق دعم دورات دراسية متخصصة عن العودة وإعادة الإدماج.
- تحديد مرشدين اجتماعيين مؤهلين أكفاء تحت إشراف السلطة الوطنية المختصة لمراقبة المساعدة على إعادة الإدماج والإشراف عليها على المستويين المحلي والمجتمعي.
- تعزيز النظم الوطنية لحماية الطفل والرعاية الاجتماعية والتعليم لتلبية احتياجات العائدين من الأطفال والأسر.
1.2.4.6 تعزيز القوة العاملة في مجال الخدمة الاجتماعية
يبدأ النهج المناسب من حيث مواصفات الموظفين وتركيبة الموظفين والتوظيف في مشروع إعادة إدماج الأطفال والأسر بإيجاد قوة عاملة فعالة في مجال الخدمة الاجتماعية. والمبادئ التوجيهية لتعزيز القوة العاملة في مجال الخدمة الاجتماعية لحماية الطفل لعام 2018، التي وضعتها اليونيسيف بالتشاور مع التحالف العالمي للقوة العاملة في مجال الخدمة الاجتماعية، تسترشد بالأدلة عمّا هو "عملي وفعال" والدروس المستفادة في الميدان. وهي مصمّمة لتسريع برمجة مكاتب اليونيسيف الإقليمية والقطرية بشأن تعزيز القوة العاملة في مجال الخدمة الاجتماعية وعمل الدعم لتحسين تخطيط القوة العاملة في مجال الخدمات الاجتماعية ودعمها مع الشركاء الوطنيين والإقليميين.
وتبين المبادئ التوجيهية الاستراتيجيات والتدخلات الموصى بها لتعزيز القوة العاملة في مجال الخدمة الاجتماعية - وهذا عنصر هام من العناصر المكوّنة لنظام حماية الطفل - وذلك عن طريق ما يلي:
- زيادة فهم دور ووظيفة القوة العاملة في مجال الخدمة الاجتماعية داخل نظام حماية الطفل.
- زيادة فهم تركيبة القوة العاملة والجهات الفاعلة الرئيسية التي تكون القوة العاملة.
- التوصية بالاستراتيجيات والتدخلات القائمة على الأدلة لتعزيز القوة العاملة في مجال الخدمة الاجتماعية في الآجال القصير والمتوسط والطويل.
- إبراز الدور المحدد الذي يمكن أن تلعبه اليونيسيف في تعزيز القوة العاملة في مجال الخدمة الاجتماعية على المستويين الإقليمي والوطني.
- تعزيز الرصد على المستويات القطري والإقليمي والعالمي لقياس التقدم المحرز في تعزيز القوة العاملة في مجال الخدمة الاجتماعية وأثر ذلك على خدمات حماية الطفل ووقايته وخدمات الاستجابة.
وبالإضافة إلى ذلك، وضع التحالف العالمي للقوة العاملة في مجال الخدمة الاجتماعية مبادئ توجيهية واختصاصات للمهنيين المساعدين في القوة العاملة في مجال الخدمة الاجتماعية. ويتلقّى المرشدون الاجتماعيون الجيدون شبه المهنيين تدريباً على توفير الرعاية التي تركز على الطفل والأسرة وتتمحور حول "عملية جارية للتقييم وإدارة الرعاية وتنسيق الخدمات وتحسين الجودة وبناء القدرات والدعم المباشر"80 . وتتضمن النسخة الثانية (2017) من المنشور المعنون "شبه المهنيين والقوة العاملة في مجال الخدمة الاجتماعية: المبادئ التوجيهية، والوظائف، والاختصاصات"، ما يلي:
- المبادئ التوجيهية وتطوير العاملين شبه المهنيين في مجال الخدمة الاجتماعية.
- الوظائف والاختصاصات العامة/ الأساسية للعاملين شبه المهنيين في مجال الخدمة الاجتماعية.
- الوظائف والاختصاصات للعاملين شبه المهنيين المعنيين بالأطفال والشباب.
- الوظائف والاختصاصات للعاملين الاجتماعيين شبه المهنيين.
- الوظائف والاختصاصات لعاملي التنمية المجتمعية شبه المهنيين.
مجموعة أطر الكفاءة هذه مركزّة على الطفل والغرض منها مساعدة المديرين على تطوير البرامج ووضع المواصفات الوظيفية فضلاً عن تقييم احتياجات التدريب والإشراف وتكميل توصيفات موظفي إعادة الإدماج الموفرة في الوحدة 1، الفصل 3.4.1.
3.4.6 إنشاء آليات تنسيق
لقد شددت الفصول السابقة على أهمية النظر في الجانب الإيكولوجي ومصالح الطفل الفضلى. وتعقّد هذه الاعتبارات الرئيسية ينعكس في شبكة الجهات المعنية وآليات الدعم وموفري الخدمات اللازمة لتأمين دعم وتعزيز محيط الطفل ومصالحه الفضلى. وسيكون لدى معظم البلدان الأصلية مستوى معين من آليات التنسيق للوصول إلى الخدمات والمساعدة في مجال الحماية، لكن هذه الآليات قد لا تكون منظمة حول احتياجات الأسر والأفراد العائدين إلى البلدان الأصلية. وفي الواقع يرجّح أن تكون قلة فرص الوصول إلى آليات الدعم وتنسيقها لتلبية احتياجات الضعفاء من الأفراد أو الأسر قد ساهمت في الدفع إلى الهجرة.
وفي البلدان الأصلية التي تشكو من نقص في الموارد أو التي لها آليات تنسيق غير متطورة بما فيه الكفاية، توفر الوحدة 4 توجيهات لإنشاء آلية تنسيق تراعي السياق المعين. ومسح الخدمات المتاحة، ووضع إجراءات عملية موحّدة، وآليات إحالة، وتشجيع إمساك الحكومة بزمام الأمور، بما في ذلك التنسيق الوطني لآلية الإحالة والربط بين الفاعلين الرئيسيين كلها أمور تمثل البعض من الخطوات التي أبرزتها الوحدة 4. وإنشاء آلية تنسيق موجهة خصيصاً لتلبية احتياجات الأسر والأفراد العائدين إلى بلدانهم الأصلية يمكن أن يكون استجابة فورية أو عاجلة لتقديم الدعم للعائدين في البلدان الأصلية حيثما لا تكون هناك أية آليات لإعادة إدماج العائدين ودعمهم. وستتوقف إعادة الإدماج المستدامة للعائدين من الأطفال والأسر على تعزيز قدرة النظم على الاستجابة على المستوى الوطني. ويعرض إطار إثيوبيا الوطني لإدارة الحالات منهجية لتعزيز القوة العاملة في مجال الخدمات الاجتماعية وإنشاء آليات التنسيق اللازمة لتأمين حصول الأسر والأطفال على دعم ومتابعة على أساس فردي متى احتاجوا إلى ذلك، بمن فيهم المهاجرون العائدون.
4.4.6 التواصل والتنسيق الفعّالان عبر الحدود
لما كانت عملية إعادة الإدماج تبدأ قبل مغادرة البلد المضيف أو بلد العبور فإن المعلومات المجمّعة لأغراض إجراء المصالح الفضلى ومحركات أو دوافع الهجرة والظروف المتصلة برحلة الهجرة كلّها اعتبارات هامة لا بد من مراعاتها لدى تخطيط إعادة الإدماج. وتوقيت وترتيبات العودة المادية للأطفال والأسر تتطلب أيضاً تخطيطاً وتنسيقاً تيسرهما آليات التواصل والتنسيق المتاحة والفعالة عبر الحدود. والجهات المعنية التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من هذه العملية هي حكومات البلدان المضيفة والبلدان الأصلية، على مستوييها الوطني والمحلي، ولا سيما الفاعلين المعنيين بحماية الطفل والرعاية الاجتماعية، والمنظمات الدولية، والمنظمات غير الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني، والمدارس، والجمعيات الدينية، والجهات الفاعلة في القطاع الخاص، وجمعيات المهاجرين والعائدين والشتات في البلدان المضيفة والأصلية وبلدان العبور.
والتواصل والتنسيق الفعالان عبر الحدود ييسرهما وضع اتفاقات وأطر تعاون تركز على الطفل والأسرة وتجمع بين الشركاء المحليين والدوليين لتيسير التعاون والإدارة الفعالة للحالات عبر الحدود. وذلك يساعد على تنسيق الدعم الفردي المقدم للأطفال العائدين وتحديد وتقصّي وتخفيف حدة المخاطر وأوجه الضعف التي قد يواجهها الأطفال قبل رحلة الهجرة وأثناءها وبعدها. ويمكن أن يجمع بين البلدان المضيفة والبلدان الأصلية، وييسر توفير الدعم في مجال إعادة الإدماج في مرحلة ما قبل المغادرة، ويوجه تكييف آليات إعادة الإدماج مع سياق البلد الأصلي، وتكييف التدابير وفقاً لاحتياجات الأطفال والأسر، ويشجع الرصد والتقييم لقياس نجاح إعادة الإدماج المستدامة. والمخاطر الخاصة التي يتعين أخذها بعين الاعتبار أثناء هذه العملية هي الاتجار بالأطفال، ومختلف أشكال استغلال الطفل، وتحديد وحماية الأطفال غير المصحوبين والأطفال المنفصلين عن ذويهم. وفي تحديد هذه المخاطر وأوجه الضعف يجب وضع بروتوكولات تراعي مصالح الطفل وإدراج هذه البروتوكولات في اتفاقات حماية الطفل عبر الحدود وبشكل ثنائي، فضلاً عن إقامة شراكات واتفاقات بشأن إعادة القبول.
التواصل والتنسيق الفعالان عبر الحدود يدعمان عملية إعادة الإدماج من خلال تيسير:
- التعاون بين الجهات الفاعلة في البلدان المضيفة وبلدان العبور والبلدان الأصلية؛
- توفير وتنسيق المساعدة على إعادة الإدماج، بدءاً بمرحلة ما قبل العودة؛
- تكييف تدابير إعادة الإدماج وفقاً لاحتياجات وقدرات البلدان الأصلية؛
- تكييف المساعدة على إعادة الإدماج وفقاً للاحتياجات الفردية للعائدين من خلال تبادل المعلومات؛
- الرصد والتقييم لمتابعة التقدم المحرز والنجاح المسجل في تدابير العودة وإعادة الإدماج.
إدارة الحالات عبر الحدود يمكن أن تستند إلى النظم الوطنية القائمة الشاملة للأطفال المتنقلين والمراعية لاحتياجاتهم الخاصة في مجال الحماية، وتشجيع التنسيق الداخلي وعبر الوطني. وتقيم إدارة الحالات عبر الحدود سلسلة متواصلة من خدمات الرعاية تنسّق فيها الخدمات بين أماكن المنشأ والعبور والمقصد بالاستناد إلى نظم مترابطة لإدارة البيانات والحالات (مع مراعاة معايير حماية البيانات). وفي مثل هذا النظام يحدد الأطفال المتنقلون الذين يحتاجون إلى حماية ويحالون إلى سلطات حماية الطفل، ويتم دعمهم لإيجاد وتنفيذ حل مستدام يقوم على أساس إجراء المصالح الفضلى وتقييم شامل في البلد المضيف أو البلد الأصلي أو في بلد ثالث. ويتطلب ذلك نظم إدارة حالات وطنية مختلفة تعمل معاً لتوفير خدمات رعاية وحماية منسّقة.
بروتوكولات ومعايير الرعاية للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا لحماية وإعادة إدماج الأطفال الصغار المهاجرين المتنقلين ضعفاء الحال
وُضعت بروتوكولات ومعايير الرعاية للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011، وقد وضعتها اللجنة التوجيهية لشبكة غرب أفريقيا لحماية الطفل بدعم من الخدمة المدنية الدولية، سويسرا. وشبكة غرب أفريقيا شبكة من الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والأفراد وغير ذلك من الفاعلين العاملين في البلدان في مختلف أنحاء غرب أفريقيا. وتعمل الشبكة تحت إشراف الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا كمجموعات لحماية الأطفال في غرب أفريقيا كآلية قيّمة لحماية الأطفال المتنقلين ورعايتهم في السياق عبر الوطني.
والهدف من المعايير هو ضمان أن يكون الطفل في محور جميع مشاغل الرعاية فضلاً عن هجرة الطفل ومجتمعه المحلي، الأمر الذي هو هام جداً لنماء الطفل ورفاهه. وبالإضافة إلى ذلك، تشجع المعايير النظر بشكل يتميز بالشمولية في فرادى احتياجات الطفل وموارده وآرائه وعلاقاته.
وتقترح المعايير إطاراً مفاهيمياً لمفهوم الضعف يوفّر إطاراً مشتركاً لبلدان الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وتقييم ومعالجة المخاطر وأوجه الضعف التي يتعرض لها الأطفال المتنقلون. ويبرهن الإطار المفاهيمي على تأثير أوجه الضعف في محيط الطفل ويحدد الأسباب الجذرية وخطوات التدخّل التي يمكن تنفيذها للتقليل من المخاطر وإدارة الحالات وتعزيز حقوق الطفل. وتحدد بروتوكولات ومعايير الرعاية التي وضعتها الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ثماني خطوات لإدارة الحالات على نطاق عبر وطني وهي مدرجة في إطار الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا لرصد وتقييم وحماية الطفل والمبادئ التوجيهية لتنفيذ الإطار. وتشمل الخطوات الثماني تحديد الطفل المعني والتعامل معه بشكل آني، ودراسة وضع الطفل الشخصي، وتقييم الوضع البيئي للأسرة والطفل، والرعاية البديلة، وإعادة الإدماج الاجتماعية والتعليمية والمهنية، والرصد والمتابعة بعد العودة، ودعم الأسرة والمجتمع المحلي.
- السهر على وضع الطفل في محور أي تدخّل من التدخلات.
- إشراك سلسلة من الجهات الفاعلة تتألف من جهات فاعلة حكومية ومن منظمات غير حكومية ومن الأسر والمجتمعات المحلية، لتوفير دعم للطفل في مجال الحماية.
وللمزيد من المعلومات انظر إجراءات ومعايير دعم الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا لحماية وإعادة إدماج الأطفال الضعفاء المتنقلين والمهاجرين الشبان: https://www.ssi-suisse.org/sites/default/files/2018-11/04001_ssi_content_EN_RZ_web_72dpi.pdf
5.4.6 تعزيز أُطر السياسات العامة على المستويات الدولي والوطني والمحلي
على المستوى الهيكلي يجب أن تتجسد سياسات واستراتيجيات إعادة الإدماج، بما في ذلك المساعدة على إعادة الإدماج، في أطر وسياسات عامة وطنية ومحلية تكفل أن تكون حقوق الطفل واحتياجاته في الطليعة.
وتجسيد المساعدة والدعم في مجال إعادة الإدماج في السياسات الوطنية يمكن أن ييسّر التنسيق عبر الحدود. ويمكن أن يشمل ذلك الاحتياجات في مجالات اليد العاملة والتدريب المهني والمصادقة على المهارات والمؤهلات والتعليم لتيسير عودة الشباب وموفّري الرعاية لاستخدام التعليم والمهارات المكتسبة في الخارج في مجتمعاتهم الأصلية.
وتعزيز إعادة إدماج الأطفال والأسر على المستوى الهيكلي يتطلب التشارك مع الجهات المعنية الرئيسية ودعمها في تنسيق اعتبارات إعادة الإدماج في السياسات والاستراتيجيات المحلية التي تؤثر في جميع الأطفال والأسر. وتدخّلات المساعدة على إعادة الإدماج الهيكلية يجب أن تستخدم نهجاً متعدد القطاعات فضلاً عن بناء قدرات هذه القطاعات في الأجل الطويل تمشياً مع الأولويات التنموية الوطنية والمحلية. وبالنسبة للأطفال والأسر يمكن أن تساعد مصالح الطفل الفضلى ومحيطه صانعي السياسات على تحديد القطاعات والفرص ذات الأولوية لأغراض التنسيق. والقطاعات المحددة للتنسيق يمكن أن تشمل اليد العاملة والتعليم والتدريب وحماية الطفل والرعاية الاجتماعية والصحة والرفاه والمساواة بين الجنسين والعدالة والبيئة والقطاع الخاص والمشاريع المالية. ومما يهم الأطفال والأسر أيضاً الربط الاجتماعي الذي يشمل الحد من أية أشكال وصم أو تهميش قد يتسبّب فيها الانتماء إلى فئة اجتماعية - اقتصادية معينة أو فئة إثنية بل وحتى أية أشكال وصم قد تكون لها صلة بصفة العائد. وقدرة الأطفال والأسر على الشعور بالتواصل والاحترام والدعم من جانب مجتمعاتهم المحلية ونظرائهم سيُحدد في الكثير من الأحيان ما إذا كانت إعادة الإدماج ستكون مستدامة أم لا. وبالتالي فإن سياسات الإدماج الاجتماعي التي تركز على التشجيع على قيام مجتمعات محلية متماسكة اجتماعياً والسهر على إدماج الأقليات أو المجموعات المهمشة بشكل كلي في المجتمع، وإتاحة فرصة أخرى لتنسيق العودة وإعادة الإدماج المستدامة.
وأخيراً فإن التقليل إلى أدنى حد من مخاطر الحماية المتصلة بالتنقل غير الشرعي يتطلب توسيع قنوات ومسارات الهجرة النظامية. وقلة التعليم وندرة الفرص المدرّة للدخل هي أيضاً دافعان رئيسيان للهجرة بالنسبة لموفّري الرعاية والشباب الذين يهاجرون بمفردهم. ووضع سياسات وطنية وإقليمية ودولية بشأن طرق وأطر الهجرة يجب أن تراعي في جميع الأحوال الأثر على الأطفال وتشمل عمليات متينة لتيسير لمّ شمل الأسرة من جديد بسرعة.
78 دليل المنظمة الدولية للهجرة لإعادة الإدماج، الصفحة 146 (جنيف، 2019).
79 اليونيسيف، "تعزيز نظم حماية الطفل" تقييم أداء استراتيجيات وبرامج اليونيسيف"، (جنيف، 2018).
80 لينسك وآخرون، 2010، الصفحة 996.