الوحدة 6: نهج قائم على حقوق الطفل تجاه إعادة الإدماج المستدامة للعائدين من الأطفال والأسر

3.6 المساعدة على إعادة الإدماج المراعية لمصالح الطفل على مستوى المجتمع المحلي

رسائل رئيسية

  • تسعى المساعدة المجتمعية الأساس على إعادة الإدماج إلى تلبية الاحتياجات والوقوف على أوجه الضعف والمشاغل لدى كل من العائدين ومجتمعهم المضيف، وتستخدم نقاط القوة والمهارات معتمدة على الموارد والكفاءات الموجودة بالفعل في المجتمع المحلي، ويمكن أن تخفف هذه المساعدة من حدة أي توتر محتمل أو معالجة التوتر الذي قد ينشأ بين العائدين والمجتمع المضيف وفي نفس الوقت تمكّن طاقات المجتمع المحلي من الدعم النشط لإعادة إدماج العائدين من الأطفال والأسر بشكل مستدام.
  • تدخلات إعادة الإدماج التي تقودها المجتمعات المحلية (العائدون، والمجتمع المدني، وأصحاب العمل، وما إلى ذلك)، المصممة والمنفذة على المستوى المحلي (كل من العائدين وأفراد المجتمع المحلي المضيف) من الأرجح بكثير أن تكون ناجحة وأن تشجع الحوار والوئام الاجتماعي.
  • يجب أن يعمل المرشد الاجتماعي أو مدير الحالة أو المنظمة الداعمة لإعادة الإدماج عن كثب مع أفراد المجتمع المحلي في سياق التدخلات التي يقودها المجتمع المحلي لتحسين مساعدة الأطفال العائدين إلى مناطق محددة.
  • كلما كان التشديد أقوى على تعبئة أفراد المجتمع المحلي من أجل الرعاية أو توفير دعم النظراء أو إقامة شبكات مجتمعية من أجل الضعفاء أو الأسر أو موفّري الرعاية ازدادت قوة شبكة الإحالة العاملة على المستوى المجتمعي في مجال الخدمات الاجتماعية.

الجمهور المستهدف

Policymakers-icon Created with Sketch. صانعو السياسات
مديرو/واضعو البرامج
مديرو الحالات /الموظفون الآخرون
الحكومة المحلية
الشركاء في التنفيذ
موفرو الخدمات

مقدمة

تدعم المساعدة على إعادة الإدماج المجتمعية الأساس البيئة المحيطة بالعائدين من الأطفال والأسر. وهي تشجع مشاركة الأطفال والأسر مع المجتمعات التي يعودون إليها لتلبية الاحتياجات ومعالجة المشاغل. وتتطرق المساعدة على إعادة الإدماج المجتمعية الأساس للاحتياجات وأوجه الضعف والمشاغل لدى كل من العائدين ومجتمعاتهم المضيفة، وتستخدم نقاط قوتهم وتبني مهاراتهم فيما يتصل بالموارد والكفاءات الموجودة بالفعل في المجتمع المحلي ويمكن أن تخفف من حدة أي توتر محتمل أو تعالج التوتر الذي قد ينشأ، بما يمكّن في نفس الوقت قدرات المجتمع المحلي على الدعم النشط لإعادة الإدماج المستدامة للعائدين من الأطفال والأسر. ويركّز الفصل الثالث من الوحدة على مختلف أساليب إشراك المجتمعات المحلية في حماية الأطفال وضمان حقوقهم وتشجيع مشاركتهم الهادفة في مختلف مناحي حياة المجتمع

1.3.6 تحديد حماية الطفل التي يقودها المجتمع المحلي وإشراك المجتمع المحلي فيها

فهم المجتمع المحلي والسياق الخاص الذي قد يعود فيه الأطفال والأسر حيوي لتخطيط إمكانية حصول الأطفال والأسر على الدعم لدى الوصول إلى المجتمع الأصلي. والمجتمع المحلي يمكن أن يُفهم أيضاً من النهج الإيكولوجي الذي يسلّم بأن كل طفل عائد يوجد ضمن منظومة جهات فاعلة يمكن إما أن تدعم إعادة إدماج الطفل أو تحول دونها. وهذه المنظومة يمكن مراعاتها لدى تصميم وتنفيذ المساعدة على إعادة الإدماج. وتشمل هذه المنظومة ما يلي:

  • الأسرة والنظراء؛
  • المجتمع المدني والمنظمات الدينية والمجتمعية الأساس؛
  • القطاعان العام والخاص؛
  • القواعد الاجتماعية.

بهذا الخصوص، يركّز النهج المراعي لمصالح الطفل تجاه المساعدة على إعادة الإدماج على المستوى المحلي على تفعيل وإشراك الهياكل المجتمعية الأساس لحماية الطفل بما يشمل آليات حماية الطفل الرسمية عن مبادرات الدعم النشط التي تعزّز وتمكّن الهياكل المجتمعية الأساس التي تسهم في توفير الخدمات للأطفال، من قبيل التعليم، والرعاية الصحية، والدعم النفسي - الاجتماعي. وتشمل أيضاً الدعم المالي للأنشطة التي تضم وتجمع بين العائدين والمجتمعات المضيفة (وبشكل خاص تلك التي تركّز تحديداً على الأطفال والشباب والأسر)، والمبادرات التي تعزز الوئام الاجتماعي وتيسر إدماج الأطفال العائدين وأسرهم.

وهياكل حماية الطفل الرسمية غالباً ما تدعمها المنظمات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني. ومن جهة أخرى تركز النُهُج المجتمعية الأساس على التمكين المستمد من المجتمع المحلي، والحوارات على مستوى المجتمعات المحلية، وصنع القرار الذي يراعي وجهات نظر الطفل. وهي تتخذ أشكالاً مختلفة من قبيل لجان حماية الطفل، والقادة التقليديين، والجمعيات النسائية، ومنظمات الشباب. وميزة النُهُج المجتمعية الأساس هي أنها تولّد مستويات أعلى من إمساك المجتمعات المحلية بزمام الأمور وتساهم في تحديد معايير توفير الخدمات المتاحة. وهي تمكّن أيضاً بشكل عام من الوقاية من الإيذاء بشكل أكثر متانة واستدامة عن طريق الاعتماد على الموارد والكفاءات الموجودة بالفعل في المجتمع المحلي.

لقد أعد ائتلاف قدرة الطفل على التكيف "دليلاً لدعم عمليات حماية الطفل المجتمعية الأساس" و"مجموعة مواد للممارسة التأملية" التي تقدم توجيهات بشأن النُهُج المجتمعية الأساس المستدامة لحماية الطفل75. ومجموعة المواد هذه تحدد المعايير التالية من أجل نهج مجتمعي الأساس لحماية الطفل ويمكن النظر في هذه المعايير لدى تصميم برمجة إعادة الإدماج وتنفيذها ورصدها ومتابعتها.

  • يحدد المجتمع المحلي مسألة حماية الطفل المراد معالجتها (إعادة الإدماج)؛
  • يقرر المجتمع المحلي كيفية معالجة هذه المسألة (النهج المتكامل)؛
  • يقرر المجتمع المحلي القدرات والموارد المحلية المراد استخدامها؛
  • يُصمم المجتمع المحلي الإجراءات المراد اتخاذها؛
  • ينفذ المجتمع المحلي الإجراءات؛
  • يجري المجتمع المحلي تقييمه الخاص للإجراء المتخذ؛
  • الاعتماد المنخفض نسبياً على الميسرين أو الفاعلين الخارجيين؛
  • مشاركة المجتمع المحلي الشاملة للجميع؛
  • مستوى عالٍ من إمساك المجتمع المحلي بزمام الأمور؛
  • الاعتماد إلى أدنى حد ممكن على الجهات الخارجية.

2.3.6 التقييمات المجتمعية المراعية لمصالح الطفل

دليل المنظمة الدولية للهجرة بشأن إعادة الإدماج يقترح التركيز على محركات الهجرة وتصورات المجتمع المحلي وتحليل النظم الاقتصادية ومسح الجهات المعنية والخدمات القائمة فضلاً عن العوامل الاجتماعية - الديموغرافية المبيّنة في الجدول 1.6 أدناه للمساعدة على التقييم أو العرض المجمل المتعمّق للسياق المراعي لمصالح الطفل. والتقييم أو العرض المجمل المجتمعي يساعد على تحديد المعايير لبرمجة إعادة الإدماج وتحديد نهج إعادة الإدماج المناسب. والتقييمات المجتمعية:

  • تتيح فرصة للتقييم الشامل لمحيط الطفل فيما يتعدى الأسرة؛
  • تبرز أوجه الضعف والقوة القائمة في المحيط وكيفية مساهمتها في إعادة الإدماج المستدامة أو إعاقتها لها؛
  • تبقي التركيز على احتياجات الطفل فيما يتصل بنمائه وفي نفس الوقت جمع المعلومات عمّا هو موجود في المجتمعات المحلية لدعم نماء الطفل؛
  • تحدد المخاطر المحتملة والتحديات التي تواجهها التدخلات المجتمعية التي يجب استعراضها بانتظام في حالة معالجتها؛
  • تمثل طريقة جيدة لقياس وتقدير أي مصدر نزاع أو توتر محتمل بين العائدين من الأطفال والأسر والمجتمع المضيف؛
  • التقييمات يجب استعراضها وتحديثها باستمرار بالتعاون مع الفاعلين المحليين لكي تعكس التغيرات والتحديات الجديدة والمخاطر أو الفرص الجديدة. 

الجدول 1.6 أسئلة بحث مقترحة للتحليل المتعمق للمجتمع المراعي لمصالح الطفل

المرحلة أسئلة البحث المقترحة أساليب جمع البيانات
ملامح المجتمع المحلي دوافع الهجرة

1. ما هو دور تنقل الأطفال في المجتمع المحلي (ماضياً وحاضراً)؟

2. ما هي الدوافع الرئيسية التي تؤثر في هجرة الطفل والشاب والأسرة (الأبعاد الاقتصادية وأبعاد الحوكمة والأبعاد الاجتماعية والسياسية والبيئية والهيكلية والأمنية)؟

3. ماهي الدوافع الشخصية للعودة وهل أن العودة طوعية؟

4. ما هو دور صنع القرار الجماعي بشأن الهجرة؟

5. ما هي الجهات الفاعلة الرئيسية التي تبلور اتخاذ قرار الهجرة؟

6. ما هي العوامل التي تؤثر في الهجرة غير الشرعية بالنسبة للأطفال والأسر

  • استعراض مكتبي
  • مناقشات
  • مجموعات التركيز
  • دراسة استقصائية فردية
  برمجة إعادة الإدماج

7. ما هي العوامل التي تحول دون إعادة إدماج الطفل على المستويات الاقتصادي والاجتماعي والنفسي - الاجتماعي أو تشجع إعادة الإدماج هذه؟

8. ما نوع الدعم الذي يحتاجه الأطفال وتحتاجه الأسر في مجال إعادة الإدماج من أجل تحقيق استدامة إعادة الإدماج (على المستويات الاقتصادي والاجتماعي والنفسي - الاجتماعي)

9. ما هي الجهات الفاعلة المناسبة لتنفيذ هذه الأنشطة؟

  • استعراض مكتبي
  • مناقشات
  • مجموعات التركيز
  • دراسة استقصائية فردية
  تصورات المجتمع المحلي

10. ما هي مصادر التوتر ومصادر رأس المال الاجتماعي في النظام الإيكولوجي؟

11. ما هي نظرة أفراد المجتمع المحلي إلى بعضهم البعض؟

12. ما هي الأحداث الرئيسية التي بلورت هذا المجتمع المحلي في الماضي القريب والبعيد؟

13. ما هي مستويات الوعي والمواقف القائمة تجاه المهاجرين والأسر والأطفال والشباب العائدين؟

14. ما هي تصورات المجتمعات المحلية بخصوص المهاجرين والعائدين كجهات فاعلة في النظام الإيكولوجي؟

15. كيف يشرك أفراد المجتمع المحلي العائدين وكيف يشارك العائدون مع أفراد المجتمع المحلي؟

  • استعراض مكتبي
  • مناقشات أفرقة تركيز
  • دراسة استقصائية فردية
  • مشاورات مجتمعية
  • مسح لماضي المجتمع المحلي
  تحليل النظم الاقتصادية

16. تحديد الفرص الملموسة والفورية للتشغيل وتوليد الدخل والتشغيل الذاتي.

17. تحديد الفرص الملموسة والفورية لتعزيز فرص الوصول إلى خدمات من نوعية جيدة وإلى الحماية الاجتماعية.

  • استعراض مكتبي
  • مقابلات مقدمي المعلومات الرئيسيين مع الفاعلين من الخواص
  • دراسة استقصائية فردية
  • تقييم سوق العمل (انظر القسم 2.4.1)
مسح الجهات المعنية والخدمات

18. ما هي الجهات المعنية بشكل مباشر وغير مباشر المشاركة في تقديم الدعم في مجال إعادة الإدماج على المستويين الوطني والمحلي؟

19. كيف تتفاعل هذه الجهات وتنسق فيما بينها؟

20. ما هي المشاريع المجتمعية الأساس القائمة التي لها صلة بإعادة الإدماج بشكل عام وإعادة إدماج الأطفال والشبان بشكل خاص؟

21. ما هي آليات الإحالة القائمة على مختلف المستويات (الفردي والمجتمعي والإقليمي والوطني والدولي) التي يمكن أن تدعم أنشطة إعادة الإدماج؟

22. ما هي الخدمات المتاحة للأطفال المهاجرين العائدين وأسرهم التي يمكن أن تدعم أنشطة إعادة الإدماج؟

23. ما هي النُهُج التكميلية المتاحة؟ من يتولى تنفيذها؟

24. هل هناك فرص لإقامة شراكات جديدة أو تعزيز الشراكات القائمة لدعم أنشطة إعادة الإدماج؟

  • استعراض مكتبي( بالتحديد لتتعيين أصحاب المصلحة الحاليين ورسم خرائط الخدمة ، انظر القسم 2.4.1).
  • مقابلات مقدمي المعلومات الرئيسيين
تقييم القدرات

25.ما هي الموارد البشرية والمالية المتاحة للجهات المعنية للتدخل في الأبعاد الثلاثة (الاقتصادي والاجتماعي والنفسي - الاجتماعي) وعلى المستويات الثلاثة (الفردي والمجتمعي والهيكلي) في مجال إعادة الإدماج؟

26.ماهي أنشطة بناء القدرات اللازمة من أجل قيام الشركاء بدعم فعال في توفير المساعدة على إعادة الإدماج؟

  • مقابلات مع مقدمي المعلومات الرئيسيين (التحليل من خلال أداة تقييم القدرات التنظيمية)

3.3.6 مشاريع إعادة الإدماج مجتمعية الأساس لأغراض إعادة الإدماج الاقتصادية

في المجتمعات المحلية ذات الموارد الرسمية المحدودة يمكن أن تكون هناك فرصاً قليلة للدراسة أو العمل ممّا يضع الأطفال والشبان في درجة عالية من خطر غياب التعليم والبطالة والبطالة الجزئية والجنوح والنزاع مع السلطات. وهذا يمكن أن يؤدي إلى مشاعر فقدان الأمل ويمكن، إذا ما اقترن بعوامل خطر أخرى، أن يشكل دافعاً للهجرة ويؤدي إلى استراتيجيات تأقلم سلبية بل وحتى أفكار أو أوجه سلوك تحرّض على الانتحار. وفي مثل هذه الأجواء من محدودية الموارد الاقتصادية قد يكافح الآباء من أجل الحصول على عمل وقد يواجهون تحديات في تلبية احتياجات أطفالهم الأساسية مثل كميات الغذاء الكافية والتمتع بالرعاية الصحية والتعليم. وقد يكونون عاجزين أيضاً عن توفير الدعم العاطفي لأسرتهم وهم يواجهون التمييز والنبذ الاجتماعي ويحاولون التأقلم مع محيطهم الجديد.

ويجب أن تراعي المساعدة على إعادة الإدماج الاقتصادية على مستوى المجتمع المحلي الاحتياجات الاقتصادية والفرص المتاحة على مستوى المجتمع المحلي وتأثير العائدين من الأطفال والأسر على هذه الفرص. ويجب أن يكون الهدف التقليل من هشاشة المجتمع المحلي ككل وسرعة تأثره بالصدمات الاقتصادية وفي نفس الوقت تشجيع الحوار والوئام الاجتماعي والتمكين، الأمر الذي يتطلب استراتيجيات قصيرة وطويلة الأجل. والاعتماد على المعارف المحلية لتوجيه التدخلات، ومشاركة العائدين والسكان من غير المهاجرين وربطهم بخطط التنمية المحلية، يُرجح أن يشجعا الاستدامة. ويمكن أن تشمل نُهُج البرمجة تحديد ملامح المجتمع المحلي لتقييم الاحتياجات والأولويات، ومسح المبادرات والتدخلات القائمة بمشاركة نشطة من العائدين والمجتمعات المحلية غير المهاجرة، وتحليل اتجاهات سوق العمل، وتحديد فرص العمل التي تتطلب مهارات وتلك التي لا تتطلب أية مهارات في السياق المحلي بما يشمل التدريب المهني والإرشاد وفرص التمهّن. والشراكات مع القطاع الخاص لخلق مواطِن الشغل أو التعاون مع القطاع الخاص لتنفيذ مشاريع التنمية من قبيل تشييد الطرقات أمثلة عملية يمكن اتباعها من أجل إعادة الإدماج الاقتصادية (انظر الوحدة 3 من الدليل، التي تبحث الأنشطة الجماعية المدرة للدخل وأنشطة التنمية المحلية وأنشطة كسب الرزق المجتمعية الأساس وأنشطة الدعم المالي المجتمعي كخيارات لتنظيم دعم إعادة الإدماج الاقتصادية على مستوى المجتمع المحلي).

والحل للمساعدة على إعادة الإدماج الاقتصادية المراعية لمصالح الطفل يتمثل في بحث أي من هذه الأنواع من أنواع المساعدة على إعادة الإدماج الاقتصادية سيدعم أفضل النتائج لصالح الطفل. وهذا يتطلب تقييماً متعدد الأبعاد لا يراعي وحسب نوع المساعدة الاقتصادية الأكثر جدوى لكاسبي الدخل الكبار في الأسر المعيشية وإنما أيضاً الكيفية التي يمكن بها استخدام أنشطة كسب الرزق بما يعود بالنفع على الطفل بأحسن ما يمكن. وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن يشمل تقييم للتمكين الاقتصادي الصحة والتعليم وفرص التدريب وبناء مشاركة الأطفال والأسر في عملية التقييم والنظر في الأوضاع الاقتصادية للأسرة والطفل لتبين المساعدة المالية المناسبة لإعادة الإدماج.

وهذه الأنواع من التقييمات تتمثل أفضل طريقة لإجرائها في العمل الجماعي المتعدد الاختصاصات مع جميع أفراد الأسرة. والفريق المتعدد الاختصاصات يمكن أن يتجسد في بنية مجتمعية الأساس يقودها المجتمع المحلي وتكون مرتبطة ببنية رسمية أو غير رسمية لحماية الطفل أو تكون جزءاً منها. ومسح الجهات المعنية والخدمات، الذي يجب أن يكون جزءاً من عملية التقييم المجتمعي المراعي لمصالح الطفل، يمكن أن يساعد على تحديد الهياكل القائمة. وعملياً يمكن أن يكون الفريق المتعدد الاختصاصات جزءاً من بعثة ميدانية مشتركة تشمل طاقات حماية الطفل وتعزيز الاقتصاد. ويمكن أن يركّز التقييم على تحديد المهارات المناسبة المكيّفة وفقاً لاحتياجات المجتمع المحلي من خلال تحليل للسوق واستكشاف أنسب استخدام للموارد المتاحة على المستوى الفردي وعلى مستوى الأسرة المعيشية أو المجتمع المحلي، وتقييم الاستراتيجيات المحددة.

Created with Sketch. دراسة الحالة 19:

برنامج إعادة الإدماج مجتمعية الأساس: مكتب المنظمة الدولية للهجرة بنيجيريا

يقوم مكتب المنظمة الدولية للهجرة بنيجيريا بدعم برنامج لإعادة الإدماج مجتمعية الأساس في المجتمعات المحلية التي توجد بها أعداد كبيرة من المهاجرين العائدين والأسر العائدة. وإعادة الإدماج المجتمعية الأساس مثال للمساعدة على إعادة الإدماج الاقتصادية والاجتماعية على مستوى المجتمع المحلي التي تركز على تحسين توافر الفرص في المجالات الاجتماعي والنفسي - الاجتماعي والاقتصادي والتمتع بهذه الفرص في مجتمعات العودة بما يعود بالنفع على كل من العائدين وأفراد المجتمع المحلي الآخرين. وبهذا الخصوص فإن المستفيدين المستهدفين من إعادة الإدماج مجتمعية الأساس هم في نفس الوقت العائدون والمهاجرون المحتملون (الشباب العاطل عن العمل) قصد الاستجابة لاحتياجات المجتمع المحلي.

ولتوجيه تصميم تدخّل إعادة الإدماج مجتمعية الأساس أجرت المنظمة الدولية للهجرة تقييماً في 18 منطقة من مناطق الحكم المحلي في نيجيريا. وحدّد التقييم نوع الاحتياجات والمخاطر القائمة في المجتمعات المحلية التي توجد فيها أعداد مرتفعة من المقيمين والمهاجرين والعائدين، فضلاً عن المشاريع المجدية. وتم تجميع العائدين والمهاجرين المحتملين على أساس مهاراتهم واهتماماتهم وموقعهم في المجتمع المحلي. ووفر لهم تدريب أولي على المهارات في مجال المشاريع تلته دورة تدريبية عملية متخصصة لتطوير المهارات المهنية بحسب نوع مشروع إعادة الإدماج المجتمعية الأساس المحدد. وتسمح هذه المجموعات لتجميع كلّ العائدين الذين يعيشون بمعزل عن العائدين الآخرين أو الذين يتبيّن أنهم مهمشون بشكل خاص معاً للتخفيف من العزلة والوصم الاجتماعي الذي يتعرض له البعض منهم في مجتمعاتهم المحلية.

وأنشأ مشروع إعادة الإدماج مجتمعية الأساس مصانع لتجهيز الأناناس والمانيهوت في مواقع محددة لخلق فرص عمل للعائدين والعاطلين عن العمل من الشباب في المجتمع المحلي. ويعود المشروع بالنفع أيضاً بشكل غير مباشر على أفراد الأسرة وأفراد المجتمع المحلي الآخرين للتخفيف من حدة الممارسات غير الآمنة وممارسات الهجرة غير الشرعية وتعزيز فرص كسب الرزق. وتشجع إعادة الإدماج مجتمعية الأساس نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وهي تحث الجهات الفاعلة المؤهلة وذات الخبرة في القطاع الخاص على إقامة الشراكات والإشراف على إدارة وتشغيل المشاريع لفترة زمنية محددة سلفاً في حين تمتلك التعاونيات (المؤلفة من العائدين والمهاجرين المحتملين) المشاريع القائمة. وتشجع الشراكة التسيير السلس لمصانع تجهيز المنتجات الزراعية من خلال توفير خبرة القطاع الخاص في الإدارة وفي نفس الوقت الاستفادة من مركزها السوقي القائم لتفادي التحديات ذات الصلة بالنفاد إلى السوق ومتطلبات الاستثمار.

وأفراد المجتمع المحلي وضعفاء الحال الذين لم يهاجروا استفادوا بشكل مباشر من العمل الجماعي كما استفادوا بشكل غير مباشر من إذكاء الوعي والدعم المقدم فيما يتصل بسبل العيش، ذلك أنه بالنسبة للأسر المعيشية المزارِعة تحمل مصانع التجهيز معها استقرار الطلب عن طريق ترويج منتوجها ومنع فقدان المردود بتفادي هبوط الأسعار أثناء موسم الحصاد وتفادي الخسائر ذات الصلة بالمنتوج الذي هو بطبيعته قابل للتلف. وقد شمل ذلك مزارعين وآخرين استفادوا من إعادة الإدماج مجتمعية الأساس للتخفيف من وطأة ممارسات الهجرة غير الآمنة وغير الشرعية. ودعوة الحكومات إلى تخصيص الأراضي لإعادة الإدماج مجتمعية الأساس قد عززت الشراكات مع القطاع الخاص لتشجيع مخططات العمل الجماعي وتوفير الإمكانية للعائدين للوصول إلى رأس المال المشترك وإنشاء جمعية تعاونية للعائدين للدفاع عن مصالحهم الجماعية وتمثيلها، وهذه أمثلة للبعض من الإنجازات الملحوظة للبرامج.

Created with Sketch. نصائح للنجاح:
  • إجراء تقييمات للمساعدة على تحديد المكان الذي يجب أن تُقام فيه مشاريع إعادة الإدماج مجتمعية الأساس وتحديد الأولويات.
  • تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتشجيع فرص العمل.
  • إدماج كل من العائدين وأفراد المجتمع المحلي في التدخلات.

4.3.6 مشاريع إعادة الإدماج مجتمعية الأساس لأغراض إعادة الإدماج الاجتماعية

تركز إعادة الإدماج الاجتماعية على مستوى المجتمع المحلي على تحسين إمكانية الوصول إلى الخدمات الاجتماعية وتوافرها وتحقيق الوئام في مجتمعات العودة. وإعادة الإدماج مجتمعية الأساس تساعد العائدين على الوصول إلى الخدمات التي يحتاجونها وتربطهم أيضاً بالعائدين الآخرين الذين لهم احتياجات ومواطِن ضعف مماثلة. وتدخلات تعزيز الأسرة تعطي الأولوية لإشراك الأسرة وتمكينها وتطوير وتعزيز السياسات التي محورها الأسرة، بما في ذلك الوصول إلى خدمات الدعم مجتمعية الأساس وتربية الأطفال والدعم الذي يقوده الوالدان76 ، وتمكين الأسر من مساعدة الأطفال على الاندماج في المجتمع والتعلم بخصوص ثقافتهم ودينهم وهويتهم. ومشاركة المجتمع المحلي يمكن أن تغيّر أيضاً القواعد التي تضع الأطفال والأسر في خطر وتستهدف المدارس والقادة المجتمعيين والهياكل المجتمعية الأساس القائمة لتعزيز الدعم المجتمعي الأساس المستدام77 .

وقوة العمل في مجال الخدمات الاجتماعية ومديرو الحالات ومنظمات المجتمع المدني أو غير ذلك من الجهات الفاعلة المسؤولة عن إعادة الإدماج بإمكانها أن تتواصل مع التدخلات على مستوى المجتمع المحلي لدعم فرص الوصول إلى السكن أو ترتيبات الرعاية المناسبة للأطفال، ولا سيما حيثما يستقبل المجتمع المحلي عدداً أعلى من العائدين. وبإمكان التدخلات على مستوى المجتمع المحلي أن تدعم أيضاً التعليم وتطوير المهارات والتدريب بوضع تقييمات لقياس المستوى الأكاديمي وتوجيه الأطفال العائدين لإتمام الدراسة وشهادات التدريب من البلدان المضيفة - متى وُجدت - أو عن طريق تحديد مسارات تعلّم مرنة حيثما تتعذر العودة إلى التعليم الرسمي. والحصول على الخدمات الصحية (بما في ذلك الصحة العقلية والدعم النفسي - الاجتماعي) هو عادة مصدر قلق رئيسي بالنسبة للأطفال والأسر ممن يعودون إلى مجتمعاتهم الأصلية، فضلاً عن السلامة العامة والهياكل الأساسية، والوصول إلى آليات العدالة. ويمكن أن توفر المشاريع دعماً مباشراً للأطفال العائدين لتلبية احتياجاتهم الصحية عن طريق التطرق للحواجز القانونية والعملية التي يواجهونها في الحصول على الرعاية الصحية وللاحتياجات التدريبية لعمال الصحة وتوفير المعدات وتحسين الهياكل الأساسية وتطوير المعلومات ذات الصلة بالصحة الخاصة بالمجتمع المحلي، ولا سيما حيثما يكون لذلك صلة بالأمراض المعدية. والوصول إلى العدالة يمكن تشجيعه جماعياً عن طريق معالجة الحواجز التي تحول دون التسجيل عند الولادة وغير ذلك من الوثائق التي قد تكون ضرورية لتوفير الخدمات للأطفال.

1.4.3.6 ائتلافات الرعاية المجتمعية

ائتلافات الرعاية المجتمعية هي مجموعات أفراد ومنظمات على المستوى المحلي تتواصل فيما بينها لغرض مشترك يتمثل في توسيع وتعزيز الرعاية الموفّرة لأشد أفراد المجتمع المحلي ضعفاً. ويوجد نموذج للائتلافات هذه في عدد من البلدان لتكميل القوة العاملة الرسمية في مجال الخدمات الاجتماعية في تلبية احتياجات الضعفاء من الأطفال والأسر. وهذه الائتلافات يمكن أن تكون مورداً في تزويد الأسر بالمساعدة الاقتصادية والاجتماعية ومنحها فرصة الوصول إلى الخدمات. وفي إثيوبيا يشار إلى الائتلافات بشكل بارز على أنها مصدر أولي لدعم الأطفال العائدين وأسرهم في المجتمعات المحلية الريفية النائية.

Created with Sketch. دراسة الحالة 20:

ائتلافات الرعاية المجتمعية في إثيوبيا

تنشأ ائتلافات الرعاية المجتمعية في إثيوبيا على مستوى البلدة (كيبيلي) (وهي أدنى وحدة إدارية حكومية) وتجمع بين مجموعة متنوعة من الجهات المعنية، بمن في ذلك القادة التقليديون والشباب والمدرسون والعمال الاجتماعيون والمرشدون الصحيون وقادة الكنائس والمجموعات النسائية وسلطات إنفاذ القانون. وهي نظم مجتمعية الأساس للدعم تتولى تعبئة الموارد عن طريق جمع مساهمات شهرية من أفراد المجتمع المحلي الذين بمقدورهم أن يساهموا. وأفراد المجتمع المحلي مدعوون أيضاً إلى المساهمة عيناً (بما في ذلك المحاصيل أو الدعم العملي مثل اليد العاملة) في الائتلافات. وهذه مكاسب توزّع على الأسر المعيشية ضعيفة الحال المعوزة، لحماية الأطفال وتعليمهم ورفاههم. وهيكل الحكومة المكيّف وفقاً للسياق المحلي يتألف من قوة عمل ترأسها الإدارة المحلية ولجان مختلفة من بينها فريق تنفيذي يتألف من موظفين دائمين وفريق مراجعة حسابات متطوع أو مكلف بأداء وظائف مالية، ولجان مواضيعية متخصصة تركز على تدخلات محددة من قبيل تعبئة الموارد والوصول إلى العدالة (المساعدون شبه القانونيين) والحماية الاجتماعية وما إلى ذلك.

ويقوم كل من حكومة إثيوبيا واليونيسيف بالدعم والاستثمار في ائتلافات الرعاية المجتمعية بوصف ذلك نظاماً قيّماً للدعم الاجتماعي الذي يحمي الأطفال على المستوى المحلي ويربطهم بخدمات حماية الطفل الأخرى ويحيلهم إليها. وعلى سبيل المثال فإن أسرة تتألف من خمسة أشخاص، الزوج والزوجة وأطفالهما الثلاثة الذين يدرسون، تم تحديدها على أنها ضعيفة وتحتاج إلى دعم. فتدخَّل كل من سلطة البلدة والائتلافات لتقديم الدعم العملي وإقامة الروابط التي تصل بالخدمات. وتلقت الأسرة نقداً من الائتلاف لتأمين مواصلة الأطفال للدراسة. وكشف تقييم اقتصادي أن الأسرة وإن كانت تعيش في بيت مستأجر لها قطعة أرض مسجّلة ضمن مواردها. ولم يكن بمقدورها بناء بيت على قطعة الأرض بحيث حشد الائتلاف أفراد المجتمع المحلي من أجل بناء بيت متواضع من غرفتين لهذه الأسرة، وتحيط بها الآن نباتات جميلة. وهذا التدخل لم يوفّر المأوى فقط بل مكّن الأسرة من البقاء متّحدة.

وبالإضافة إلى ذلك ربط الائتلاف الأسرة بدعم في مجال الخدمات الاجتماعية مقدم من مكتب النساء والأطفال والشباب وبدعم في مجال الصحة مقدم من المركز الطبي المحلي. وتلقت الأسرة رعاية طبية من مركز طبي يعمل عن كثب مع الائتلاف من خلال إحالة من عامل اجتماعي مكلف من سلطة البلدة بتحديد الأسر المعوزة التي هي بحاجة إلى خدمات في مجال حماية الطفل. والمركز الطبي محدد بوصفه مكسباً من مكاسب المجتمع المحلي ييسّر تقديم سلطة البلدة للرعاية الطبية المجانية لأفراد المجتمع المحلي.

وساند العامل الاجتماعي بالمكتب الإقليمي للنساء والأطفال والشباب الزوج في الحصول على عمل لبعض الوقت وقد حصّل مستوى أعلى من المهارات. والدخل الذي يحصّله الزوج يكفي لإعالة الأسرة. وبفضل هذه التدخلات تخرّج أحد الأطفال بنجاح في التعليم الثانوي وحصل على منصب مدرس لبعض الوقت.

Created with Sketch. نصائح للنجاح:
  • يجب أن تدعم السلطات الوطنية ائتلافات الرعاية المجتمعية لتعزيز قدراتها على المستوى المحلي.
  • يجب تحديد المكاسب على المستوى المحلي واستخدامها لتشجيع المساعدة على إعادة الإدماج من خلال نهج مجتمعي.
  • يجب إدماج الأفراد على المستوى المحلي في ائتلافات الرعاية المجتمعية لأنهم في وضع مناسب لتحديد أوجه الضعف والاحتياجات ونقاط القوة.
  • يجب تطوير وتحديد آليات إحالة مناسبة للخدمات المتاحة في المجتمع المحلي.

5.3.6 دعم الصحة العقلية والدعم النفسي - الاجتماعي على مستوى المجتمع المحلي

كما سبقت الإشارة إلى ذلك في الفصل 2.6، سيكون للأطفال والأسر مستوى قدرة على التأقلم يسمح لهم بالاندماج بنجاح. وخدمات دعم الرعاية الصحية وخدمات الدعم النفسي - الاجتماعي في سياق إعادة الإدماج تركز على توفير الخدمات الأساسية وبإمكان دعم الأسرة والمجتمع المحلي أن يعود بالنفع على العائدين من الأطفال والأسر. وأنشطة خدمات الدعم المجتمعية الأساس يجب أن تهدف إلى تعزيز الروابط بين الأطفال وموفّري الرعاية لهم، وربط الأطفال بالنظراء، وتيسير إدماج الأطفال والأسر الاجتماعي في مجتمعهم المحلي. ويمكن أن تشمل هذه الأنشطة أيضاً أنشطة التوعية للتصدي للوصم المحتمل وتشجيع قيام بيئة مضيافة وشاملة للجميع. وتلبية الاحتياجات في مجال خدمات الدعم للأطفال الصغار وخدمات موفّري الرعاية، ودعم برامج ومدرسي تربية الأطفال تعزز احتياجات الأطفال العائدين فيما يتصل بنمائهم.

وبناء وتعزيز قدرات القوة العاملة في مجال الخدمات الاجتماعية ييسران خدمات دعم الرعاية الصحية وخدمات الدعم النفسي - الاجتماعي على المستوى المجتمعي. وهكذا فإن بناء قدرات موفري خدمات الدعم هذه من المفروض أن تكمّل تطوير القوة العاملة في مجال الخدمات الاجتماعية على مستوى المجتمع المحلي. وهذا يعني تعزيز الخدمات الاجتماعية وخدمات المشورة والخدمات التعليمية والصحية، بما يشمل الصحة العقلية، للاستجابة لاحتياجات الأطفال العائدين. ويعني أيضاً تركيز الجهود على بناء قدرات مكرسة لخدمات دعم الرعاية الصحية وخدمات الدعم النفسي - الاجتماعي (المشورة وعلم النفسي السريري) حيثما افتقر الأمر لذلك.

ويمكن أن يتم ذلك من خلال تطوير تدخلات خدمات الدعم المذكورة وموفري الرعاية والأطفال ثم دعوة الميسرين في المجتمع المحلي (الذين هم أنفسهم آباء) لتطوير وتنفيذ التدخل. وبإمكان هذه المجموعات:

  • توسيع نطاق شبكة الدعم الاجتماعي والمساعدة على بناء شعور بالانتماء إلى المجتمع المحلي (يعبر العديد من الآباء عن شعورهم بالعزلة وبأنهم الوحيدون الذين يعيشون ذلك؛ أما المجموعات فتشعر بعكس ذلك).
  • الاعتماد على موارد خدمات الدعم المتخصصة القائمة، وتوسيع فرص الوصول إلى الرعاية للمجتمعات المحلية التي تشكو من نقص الخدمات.
  • توفير فضاء آمن وخلق فرص لممارسة طرق جديدة للبروز فيما يتصل بالآخرين وفهم الأنماط في ديناميكا العلاقات بين الأشخاص (وقد فقد العديد من الآباء الثقة بآباء آخرين وهم يشعرون بالحكم عليهم مسبقاً ويسائلون أنفسهم بنفسهم بخصوص طريقة تربية أطفالهم).

ويمكن أن تشمل التدخلات الجماعية الفن والموسيقى والرقص، ويجب أن تستخدم الطرق المتأصلة التي تتواصل بها المجتمعات المحلية وتترابط. وتبين دراسة الحالة أدناه كيفية استخدام هذه المنهجية في كولومبيا. والسياق المجتمعي لدراسة الحالة مماثل للعديد من السياقات التي يمكن أن يعود فيها الأطفال والأسر إلى بلد أصلي له موارد محدودة لدعم إعادة الإدماج، ومستويات تشرد أو هجرة مرتفعة ومستويات عالية من العنف أو عوامل اقتصادية تزعزع استقرار وئام الأطفال. وهذه المنهجية يمكن أن تساعد لدى مساندة الآباء الذين يعودون إلى أطفالهم الذين يكونون قد تركوهم مع أفراد أسرة آخرين وقد تكون لديهم صعوبات في التواصل معهم من جديد. وتدريب ميسرين جماعيين يركزون على تعزيز الأسرة يساعد على تطوير شبكة إحالة إضافية لدعم إعادة الإدماج المستدامة وفي نفس الوقت تشجيع الوئام الاجتماعي بخلق فضاءات يمكن فيها للمجتمع المحلي التلاقي لتعلّم هذه المهارات.

Created with Sketch. دراسة الحالة 21:

تدخّل جماعي الأساس للعلاج النفسي للأطفال - الوالدين في توماكو بكولومبيا

في توماكو، كولومبيا، تتشرد المجتمعات المحلية بانتظام نتيجة للنزاع المسلح وتتعرض له. وهذا يمكن أن تكون له مضاعفات خطيرة على صحة الطفل العقلية ورفاهه النفسي - الاجتماعي أثناء نمائه وحتى بعد أن يصبح والداً. ولحماية نماء الطفل في هذه المجتمعات المـتأثرة من العنف قام الدكتور أندرس مويا من جامعة لوس أنديز ببحث بشراكة مع جامعة كاليفورنيا وأنشأ سمياس دي أبيغو "Semillas de Apego" ("بذور توثيق الأواصر") وهو فريق يقوم على التدخّل النفسي - الاجتماعي لموفري الرعاية الأولية والأطفال دون سن الخامسة.

و"سمياس دي أبيغو" يقوم على عمل أليسيا ليبرمان وفيلما رييس اللتين كيّفتا العلاج النفسي للأطفال والوالدين مع نموذج جماعي يقوم على السياق الاجتماعي - الاقتصادي والجغرافي - السياسي والثقافي في مجتمعين محليين بكولومبيا. وهو يرمي إلى توثيق الروابط بين الأطفال والآباء بما يعزز النماء العاطفي الصحي في خضم الظروف غير المؤاتية واستكشاف السبل التي تؤثر فيها التجارب على تربية الأطفال، وزيادة يقظة مقدّمي الرعاية، وإعادة إقرار الثقة في المجتمع المحلي. وتدخّل الفريق يقوم على أساس أن أفضل طريقة للتنبؤ بكيفية تكيّف الأطفال بعد المرور بتجارب مؤلمة هي معرفة كيفية تعامل والديهم أو موفّري الرعاية لهم مع الحدث. ويتألف التدخّل من 15 دورة ويشمل موضوعات وتمارين ترمي إلى بناء الثقة داخل المجموعة، وتشجيع التفكير والتأمل، والاستراتيجية لإصلاح الروابط بين الأطفال والآباء، وتمكين الوالدين من القدرة على تلبية احتياجات نماء الطفل.

أدار المجموعات في توماكو ميسرون موظفون محلياً قام بتدريبهم الفريق الإكلينيكي الذي قاد التجربة في بوغوتا. وتم تعيين مشرف من بين ميسّري مجموعة توماكو قاموا بعد ذلك بالتدريب التسلسلي في دورات لتدريب المدربين لمجموعة من الميسرين المقبلين. وجميع الميسرين كانوا هم أنفسهم آباء ونقلوا تجربتهم في التعلّم بخصوص علاقتهم بأطفالهم وتحسينها أيضاً. وتم تدريبهم في مجالات مبادئ العلاج النفسي للأطفال والآباء ونظرية الصدمات النفسية والتيسير الجماعي. وتلقوا أيضاً إشرافاً تأملياً سمح لهم بالتفكير في كيفية انطباق طريقتهم لتربية الأطفال على مختلف النظريات والأنشطة التي تعلموها ولإدراك معنى المشاركة في فضاء تأملي من أجل إعادة تطبيق ذلك على المشاركين في المجموعات.

وكجزء من الاختبار والتوجيه الإكلينيكيين للتدخل في كولومبيا أُجريت عمليات لقياس النتائج قبل التدخّل وبعده. ومن بين النتائج بالنسبة للآباء والأطفال ما يلي:

  • الحد من أعراض القلق المفرط والاكتئاب لدى موفّري الرعاية؛
  • الحد من الإجهاد لدى الآباء؛
  • تحسين الفعالية الذاتية في تربية الأطفال (الرضى عن الطريقة الشخصية لتربية الأطفال)؛
  • تحسين العلاقة بين الأطفال والآباء؛
  • الحد من أعراض الصدمات والاختلال العاطفي والإعاقة في المهارات المعرفية والاجتماعية واللغوية لدى الأطفال.
Created with Sketch. نصائح للنجاح:
 
  • توظيف وتدريب ميسّري المجموعات يعرفون المجتمع المحلي وهم جزء منه.
  • التدريب "أثناء الخدمة" والإرشاد أساسيان في تنفيذ النموذج.
  • تكييف النموذج وفقاً للإطار والسياق الثقافيين.

وللمزيد من المعلومات يرجى الرجوع إلى: https://uniandes.edu.co/en/news/regional-development/sowing-the-future-in-a-land-of-violence

75 M. G. Wessells، "دليل لدعم عمليات حماية الطفل المجتمعية الأساس"، ائتلاف قدرة الطفل على التأقلم (نيويورك، 2018). 

76 الفريق العامل التابع للجمعية العامة للأمم المتحدة، "توصيات رئيسية بخصوص قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2019 بشأن حقوق الطفل مع التركيز على الأطفال المحرومين من الرعاية الأبوية" (نيويورك، حزيران/ يونيه 2019). 

77 المرجع نفسه.