يتطلب رصد برامج إعادة الإدماج، أنظمة وممارسات لجمع وتحليل البيانات، بناء على إطارالرصد التي تم إنشائها. يجب أن تكون المراقبة مستمرة طوال فترة تنفيذ البرنامج لتحديد العقبات المشتركة ؛ يجب إبلاغ النتائج إلى موظفي البرامج بالإضافة الى الشركاء ، بحيث يمكن استخدام المعلومات لتحسين البرنامج.
ما أن يتم وضع إطار لرصد النتائج يحتاج الأمر إلى تنفيذه طبقاً للخطة. وفي سياق برمجة إعادة الإدماج لا بد من تركيز الاهتمام على بعض اعتبارات الرصد والتقييم العامة:
-
إجراء استعراض منتظم (مثلاً أثناء الاجتماعات الشهرية) لإطار رصد النتائج على خلفية خطة عمل مفصّلة والإنفاق الجاري. وسيساعد ذلك على تقييم الميزانية والأنشطة والنتائج والمخاطر المحتملة التي قد تمس العمليات.
-
وضع قنوات ووسائل اتصال جيدة للتواصل بشأن التقدم المحرز أو النتائج. وهذا مفيد لما يلي:
-
تكييف أو تحسين البرمجة وفقاً للنتائج. مثلاً إذا أفاد المستفيدون باستمرار بأنهم غير قادرين على الحصول على خدمة محددة يمكن معالجة هذه المسألة.
-
رفع معنويات الفريق فضلاً عن انخراط الجهات المعنية وتعبئتها.
-
توضيح التوقعات والأدوار والمسؤوليات.
-
-
مشاركة الجهات المعنية حيوية من أجل سير عملية الإدماج بشكل سلس إجمالاً، بما في ذلك فيما يتصل بالرصد والتقييم. وبعض الجهات المعنية معنية بشكل مباشر بجمع البيانات في حين أن جهات معنية أخرى جزء من أنشطة الرصد. وبالتالي يحتاج الأمر إلى توخي نهج تشاركي. ومن الأهمية بمكان أن يكون هذا النهج شفافاً ويراعي المعلومات والملاحظات المقدمة.
-
أخيراً هناك حاجة إلى الاهتمام بأساليب التصديق على البيانات. وهذا يعني أحياناً إجراء عمليات مراقبة عشوائية على عين المكان، ومقابلات أثناء تقديم المساعدة أو التحقق من مطابقة عيّنة صغيرة من الاستمارات (مثل شهادة التسليم) فيما يتصل بالمستفيد (مثل الاتصال بالشخص المذكور في الشهادة) وتطبيق مراقبة الجودة في قاعدة بيانات المستفيد.
يعرض هذا الفصل استعراضاً عاماً مفصلاً عن الاعتبارات والخطوات التي يجب الأخذ بها قصد تنفيذ إطار للرصد، مشفوعاً بمزيد من التوجيهات والإرشادات في المرفقات:
1.3.5 التحديات العامة عند رصد أنشطة إعادة الإدماج
2.3.5 جمع البيانات وإدخالها وتنقيحها
3.3.5 تحليل البيانات والإبلاغ عنها
1.3.5 التحديات العامة عند رصد أنشطة إعادة الإدماج
عند إجراء رصد وتقييم في مجال إعادة الإدماج يمكن اعتراض بعض التحديات العامة على مستويات التدخّل الثلاثة كلها (الفردي والمجتمعي والهيكلي). ويجب النظر في هذه التحديات إلى جانب الاعتبارات الأخلاقية المشار إليها في الفرع 1.1.5. وتشمل التحديات العامة ما يلي:
-
القيود في مجال الموارد: غالباً ما يشمل تنفيذ برنامج إعادة الإدماج مكاتب قطرية مختلفة (مثلاً من البلد المضيف والبلد الأصلي). وفي هذه العملية يوصى بمراعاة الموارد الملائمة اللازمة للتنفيذ ولأغراض الرصد والتقييم على حد سواء. والهدف من ذلك هو تفادي القيود في جمع البيانات وتحليلها.
-
التوصية: القيام بتصميم وتمويل البرنامج بواقعية ليشمل عنصر الرصد والتقييم (الموارد البشرية والتنسيق والنقل).
-
-
التواصل مع العائدين: يتوقف نجاح الرصد على استعداد العائدين للمشاركة في الرصد. وليس ذلك من المسلّمات في جميع الأحوال، غير أن العائدين لهم الحق في رفض المشاركة. وقد لا يرغب العائدون في أن يتصل بهم أحد، ولا سيما إذا شعروا بأن عملية إدماجهم صعبة أو غير ناجحة. وقد لا يكون مستفيدون آخرون من البرنامج (مثل أفراد المجتمع المحلي أو الجهات المعنية ذات الصلة) على وعي تام بعرض وممارسة الرصد والتقييم. وبالتالي فإنه من الأهمية بمكان تزويد العائدين وغيرهم من المستفيدين بالمعلومات المنتظمة عن أهمية تلقي ردود فعلهم وملاحظاتهم وتعليقاتهم.
-
التوصية: شرح غرض الحصول على المعلومات والتعليقات في دورات المشورة وإقامة علاقة وطيدة بين مدير الحالة والعائد.
-
-
تأمين مشاركة المستفيدين: المستفيدون (العائدون وأفراد المجتمع المحلي والجهات المعنية ذات الصلة) يجب عدم مكافأتهم مالياً على مشاركتهم في الرصد والتقييم. لكن يمكن أن يتلقى العائدون وأفراد المجتمع المحلي إعانة مالية صغيرة لتغطية تكاليف النقل ذات الصلة بمشاركتهم في الاجتماعات أو مناقشات أفرقة التركيز أو المشروبات أو الأكلات الخفيفة أثناء المقابلات، وذلك تقديراً لتعاونهم والجود بوقتهم ويمكن أن يساعد ذلك على التخفيف من أي عبء مالي له صلة بالمشاركة هذه.
-
التوصية: شرح غرض الحصول على المعلومات والتعليقات في دورات المشورة. واستخدام دراسة استقصائية للتأكد من الجهات التي يفضّل المستفيدون مدّها بالمعلومات والتعليقات.
-
-
شفافية عملية الرصد: يجب أن يتأكد الموظفون المعنيون بعمليات الرصد من أن المشاركين يفهمون الكيفية التي ستُستخدم بها بيانات الرصد ومن أن ذلك لن يكون له أي أثر إيجابي أو سلبي على الدعم المتبقي الذين لهم الحق في الحصول عليه، إن كان لهم أي حق في ذلك، أو على فرص الهجرة في المستقبل. ويجب أن يوضّح ذلك من البداية في كل مرة يتم فيها مقابلة المشاركين. وهذا يزيد من احتمال إعطاء المستفيدين من البرنامج لموافقتهم المستنيرة – وتقديم أجوبة صادقة ستفيد تصميم وتنفيذ البرامج مستقبلاً.
-
التوصية: تقاسم استنتاجات الرصد والتقييم مع المستفيدين وتذكيرهم مجدداً بأنهم جهة معنية مهمة. كما يجب التشديد على أنه من خلال ردودهم وتعليقاتهم وملاحظاتهم سوف يتم تعديل البرامج في المستقبل وسوف يؤخذ بتعليقاتهم وملاحظاتهم القيّمة. والوثائق المنبثقة عن الرصد يجب أن تكون في شكل يسهل الاطلاع عليه وقراءته لتشجيع الشفافية والمشروعية.
-
-
الأمن: بالنسبة للأماكن التي لا يمكن الوصول إليها بسبب مشاغل أمنية أو الأماكن التي قد يكون العائدون أظهروا فيها عداءً تجاه موظفي إعادة الإدماج أثناء عملية المشورة في سياق إعادة الإدماج (مثلاً لأسباب تتجاوز نطاق نفوذ المشروع)، تتمثل الطريقة المفضّلة للرصد في الاتصال الهاتفي. ومثال آخر للمشاغل الأمنية هو عندما تتدهور الأوضاع الأمنية وأوضاع السلامة في مناطق معينة طوال مرحلة التنفيذ. وفي مثل هذه الحالات يمكن التفكير في الرصد عبر الهاتف أو من خلال لقاءات عبر الفيديو عندما تسمح التكنولوجيا بذلك. أو يمكن، بالاستناد إلى تقييم مستفيض، أن يقوم بالرصد الشركاء في التنفيذ الذين لهم إمكانية الوصول إلى الأماكن موضع الاهتمام.
-
التوصية: يمكن، إذا احتاج الأمر، استخدام أساليب أخرى للرصد من قبيل الرصد عند بُعد عبر اللقاءات بالفيديو أو الهاتف أو من خلال شركاء التنفيذ الموثوقين. ويجب إبلاغ الجهات المعنية ذات الصلة بأي تغييرات.
-
2.3.5 جمع البيانات وإدخالها وتنقيحها
لتقييم التقدم المحرز يحتاج الأمر إلى توافر بيانات من نوعية جيدة وموثوقة. وإرشادات جمع البيانات حيوية لهذا الغرض. ويمكن أن يشمل ذلك تدريب جامعي البيانات كي يفهموا بشكل واضح سبب جمع البيانات والسهر على اتباعهم لمبادئ الخصوصية وحماية البيانات. ومن المهم أيضاً إيجاد الأدوات والبرمجيات اللازمة لإدخال البيانات وتنقيحها وتحليلها.
3.3.5 تحليل البيانات والإبلاغ عنها
تحويل البيانات إلى أدلة ينطوي على الخطوات التالية:
-
إدارة البيانات: يشمل ذلك كيفية تنظيم البيانات وتنقيحها والتأكد منها وتخزينها.
-
التصنيف أو الحساب فيما يتصل بالبيانات (تحليل الكيف مقابل تحليل الكم).
-
التصديق على البيانات: يستتبع ذلك التأكد مما إذا كان التقدم المُبلغ عنه حقيقاً أم لا. ويمكن القيام بذلك من خلال طريقة التثليث التي هي عملية المقارنة بين عدة مصادر بيانات مختلفة وطرق إثبات الاستنتاجات وتأكيدها والتعويض عن أية أوجه ضعف في البيانات بنقاط قوة بيانات أخرى. والتثليث يمكن بل ويجب أن يلعب دوراً رئيسياً في جهود الرصد والتقييم، ذلك أنه يمكن أن يعزز صحة وموثوقية الملاحظات والرصدات القائمة بخصوص مسألة معينة وتحديد المجالات التي تحتاج إلى مزيد من التحري. وعندما تكون الاستنتاجات متقاربة يمكن أن يؤدي ذلك إلى استنتاجات جديدة موثوقة بخصوص مسألة ما ويمكن أن يخلق سبلاً جديدة للنظر فيها.
-
إعداد تقرير يستند إلى الاستنتاجات: يجب أن يشمل ذلك موجزاً للإنجازات الرئيسية والتقدم المحرز صوب تحقيق النتائج والنواتج والتقدم المحرز بالمؤشرات القائمة، والتحديات المعترضة، والإجراءات المتخذة، وأخيراً ملخصاً موجزاً.
-
تبادل الاستنتاجات: لتطوير النهج القائم على الأدلة في البرمجة من الضروري وضع خطة واضحة لكيفية إرسال استنتاجات الرصد والتقييم إلى أفرقة المشروع والمستفيدين وغير ذلك من الجهات المعنية ذات الصلة. والمعلومات والملاحظات المقدمة من الشركاء المستفيدين بشأن التقديم المحرز والإجراءات المقترحة يجب التماسها ومعالجتها متى أمكن ذلك. ويمكن إرسال معلومات التقرير بطرق مختلفة بحسب الجمهور المستهدَف.