الوحدة 5: الرصد والتقييم لأغراض المساعدة على إعادة الإدماج

2.5 تخطيط الرصد والتقييم

إن تصميم المشاريع المحكم هو الأساس الذي يقوم عليه نجاح الرصد والتقييم. ووضع نظرية برنامجية، وتحديداً نظرية التغير وإطار النتائج، يمكن أن يساعد مديري البرامج على فهم أهدافه ونتائجه المتوخاة والتفكير المنطقي والفرضيات فهماً أفضل. وهذا ييسّر رصد وتقييم التدخلات. والنظرية البرنامجية يجب أن توضع بأسرع ما يمكن في مرحلة تصميم البرنامج كيما يتسنى توجيه وضع البرنامج وتنفيذه.

وترسي مرحلة وضع البرنامج الأسس للرصد والتقييم عن طريق ما يلي:

  • بيان النتائج المنشودة التي يهدف تدخل ما إلى تحقيقها بوضوح؛

  • إبراز الكيفية التي يهدف بها إلى تحقيق هذه النتائج؛

  • بيان كيفية قياس التقدم المحرز صوب تحقيق هذه النتائج.

عند التخطيط لتدخّل جديد في مجال إعادة الإدماج من الأهمية بمكان التفكير ملياً وشرح الكيفية التي يتوقع أن يساهم بها التدخل في سلسلة نتائج. وهذا يُعرف بنظرية البرنامج وهو أداة هامة لتصميم التدخّل. وتمثل نظرية البرنامج جميع اللبنات اللازمة لإحداث تغير أو نتيجة على مستوى أعلى.

ونظرية البرنامج يمكن أن توفر إطاراً مفاهيمياً للرصد وكذلك للتقييم. وهناك أنواع مختلفة متنوعة من أنواع نظرية البرنامج، بما في ذلك النموذج المنطقي ومنطق التدخّل والنموذج السببي وسلسلة النتائج ونظرية التغير. وسيصف هذا الدليل نهجين متكاملين يمكن أن يساعدا على توضيح الطريقة التي يُنتظر أن يحقق بها التدخل في مجال إعادة الإدماج نتائج. وهذان النهجان هما "نظرية التغير" و"الإطار المنطقي".

يقدم هذا الفصل استعراضاً عاماً للتعاون الدولي الفعال والاعتبارات ذات الصلة بذلك.

1.2.5   نظرية التغير
2.2.5   إطار النتائج
3.2.5   أنواع الرصد
4.2.5   إطار رصد النتائج

1.2.5 نظرية التغير

نظرية التغير هي نوع من أنواع التفكير المنطقي الذي يحصل أساساً أثناء وضع تدخّل ما ولكنه يساعد أيضاً أثناء تنفيذ هذا التدخّل.

وتصف نظرية التغير وتشرح الكيفية والسبب اللذين يُنتظر بهما أن تحصل نتيجة أو يحدث تغير منشود في سياق محدد. وهي تركز على مسح ما يقوم به برنامج ما أو تقوم به مبادرة تغير ما (أنشطة البرنامج أو المبادرة) والكيفية التي يؤدي بها ذلك إلى نتائج (نواتج وأهداف). وبهذه الطريقة تفصح نظرية التغير عن فرضية حول كيفية حدوث التغير بشرح الصلة بين التدخل ومفعوله.

وهي توضح ذلك عن طريق إبراز المنطق والأساس المنطقي للتدخل الافتراضات المتأصلة في النهج46.

ونظرية التغير ملائمة بشكل خاص للتدخلات التي تسعى إلى تغير اجتماعي أو مجتمعي الأساس أو تلك التي لها صلة بالمبادرات التمكينية. ويمكن أن تُستخدم أيضاً لقياس مدى تعقد التحول والتغير لأنها تسلم بأن التغير الاجتماعي ليس خطياً وإنما هو دينامي ومعقد. ونظراً لكون تدخلات إعادة الإدماج (على المستويات الفردي والمجتمعي والهيكلي) معقدة وترمي إلى تغطية أبعاد متعددة على المستويات الاقتصادي والاجتماعي والنفسي فإن نظرية التغير يمكن أن تكون أداة مفيدة لتحديد الأساس المنطقي وراء عملية التغير المنتظر أن تُحدثه تدخلات إعادة الإدماج.

من الموصى به وضع نظرية التغير باستخدام نهج تشاركي يشمل جميع الجهات الفاعلة المعنية بإعادة الإدماج. وهو عملية تعاونية يمكن أن تشجع النقاش بخصوص أسئلة من قبيل:

  1. لماذا نعتقد أن هذا التغير سيحصل؟
  2. ما هي الأدلة الداعمة لذلك؟
  3. هل هذا منطقي؟
  4. ما هي الفرضيات التي نستند إليها؟

وسيساعد ذلك أيضاً جميع المعنيين على الفهم الواضح للصلة بين أنشطة الرصد والتقييم والنتائج المنشودة.

وتساعد نظرية التغير على كشف الفرضيات المراد "اختبارها" من خلال إجراءات تدخّل ما. بالتالي فإن الفرضيات تلعب دوراً محورياً في وضع نظرية التغير. وبشكل عام يمكن أن تتمحور نظرية التغير باستخدام الصيغة: "إذا حصل X فأدى إلى النتيجة Y بسبب Z". أي أنه "متى أحدث إجراء X فحصلت النتيجة Y بسبب الفرضية (الفرضيات) Z)". وعملية التجلّي التي تقوم عليها الفرضيات تساعد في آن واحد على تحديد القفزة المنطقية المسجلة وتحديد الخطوات الرئيسية المفقودة في عملية التغير.

وفهم كيفية سير نظرية التغير يساعد على تحسين رصد وتقييم التدخل. ويتمثل تحدٍ مشترك لدى تصميم التدخل في الطفرات والثغرات المنطقية. وغالباً ما يكون هناك انفصال بين تحليل المشاكل الوطيد والأنشطة التي تبدو غير ذات صلة المراد بها معالجة المشكلة. وهذا ينعكس في مسار سببي بروابط ضعيفة بين الأهداف والنتائج والنواتج والأنشطة. ومن خلال تجلّي الفرضيات الأساسية تشكل نظرية التغير جسراً بين التحليل والبرمجة.

وهناك مسارات متعددة يمكن أن تفضي إلى تحقيق هدف محدد أو إلى أعلى مستوى من  التغير. وفي حين أنه قد تكون هناك أسباب عديدة أخرى لحدوث تغير محدد، إلا أنه لا يمكن معالجة كل هذه الأمور من خلال تدخّل فريد واحد. وتحدد نظرية التغير المسارات المتعددة المؤدية إلى التغير والمسار الأكثر قابلية للإنجاز واقعياً.

ونظرية التغير مطورة بشكل كلي وتوضح التسلسل الذي يُحتمل أن تحدث به النتائج وكيفية ارتباط النواتج المبكرة والوسيطة بالنتائج. وأحياناً تكون النتائج وثيقة الترابط ولكن يمكن أن تحدث بشكل مستقل أيضاً. وهذه التغيرات والروابط غالباً ما تُجسد بصرياً، مثلاً من خلال رسم بياني أو مجموعة جداول (انظر الجدول 2.5)

وما أن يتم تأطير النتائج في نظرية تغير يمكن صياغة مؤشرات لكل واحدة من هذه النتائج. كما سبق شرح ذلك فإن رصد نظرية التغير يركز على تقييم ما إذا كانت الفرضيات صحيحة أم لا. وبالتالي من الأهمية بمكان، عند وضع مؤشرات الرصد، أخذ افتراضات نظرية التغير في الحسبان (انظر فرع "إطار رصد النتائج" للحصول على المزيد من المعلومات عن المؤشرات وكيفية صياغتها).

رسوم نظرية تغير المناخ البيانية عادة ما تكون مرنة في الشكل ويمكن أن تكون بسيطة أو معقدة. ويمكن أن تكون عمودية أو أفقية أو دائرية. والرسم البياني أدناه هو فقط طريقة من الطرق العديدة التي تصوّر نظرية التغير. وهو يعرض مثالاً لما يمكن أن تتضمنه نظرية التغير من أجل توخي نهج متكامل لإعادة الإدماج. كما أنه يجسّد رؤية شاملة عامة للتأثير المزمع لكل تدخل من تدخلات إعادة الإدماج، ويوضح في نفس الوقت الظروف التي يجب توافرها لحدوث هذا التأثير.

 

الجدول 2.5: جدول إيضاحي لنظرية التغير: نهج متكامل تجاه إعادة الإدماج

المدخلات الأنشطة النواتج النتائج التأثير
  ما الذين يحتاج الأمر إلى فعله لتحقيق نتائج؟ ما هي العناصر المكونة والخدمات الواجب توفيرها للعائد وللمجتمع المحلي أو على المستوى الهيكلي؟? ما الذي نريد تغييره من خلال إعادة الإدماج؟ ما الذي نحاول تحقيقه من خلال التدخل في مجال إعادة الإدماج؟
  • توافر الأموال والموارد لتقديم الدعم في مجال إعادة الإدماج، والأنشطة المجتمعية الأساس والتدخلات الهيكلية.
  • الموارد البشرية المتاحة وهيكل التوظيف الملائم لتنفيذ برنامج إعادة الإدماج المتكامل.
  • التماسك والتعاون القائمان على المستوى المجتمعي في أماكن عودة المهاجرين.
  • الكفاءات ذات الصلة المتاحة لمنظمة التنفيذ وشريكها لتقديم الدعم في مجال إعادة الإدماج، والأنشطة المجتمعية الأساس، والتدخلات الهيكلية.
  • أوجه التآزر القائمة بين الجهات المعنية ذات الصلة على المستويات المحلي والوطني والإقليمي من أجل التنفيذ السلس للنهج المتكامل لإعادة الإدماج.
تقييم وضع العائد لدى عودته في إطار إعادة الإدماج. مد العائدين بالمساعدة على إعادة الإدماج المكيفة وفقاً للاحتياجات. يتمتع العائدون بمستويات كافية للاكتفاء الذاتي من الناحية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي والرفاه النفسي – الاجتماعي في مجتمع عودتهم. العائدون قادرون على مواجهة فرادى التحديات المؤثرة على إعادة إدماجهم.
توفير دورات تدريبية مكيّفة وفقاً للاحتياجات لتعزيز مهارات العائدين امتلاك العائدين للمهارات والمعارف اللازمة لزيادة إمكانية التشغيل وفرص كسب الرزق.
توفير خدمات الإحالة إلى الخدمات (من قبيل الصحة، والدعم النفسي - الاجتماعي، وتطوير خطط المشاريع، وما إلى ذلك من خدمات حسب الحاجة). حصول العائدين على الخدمات التي يحتاجونها لتيسير إعادة إدماجهم.
إجراء تقييمات للمجتمعات المحلية الرئيسية التي يعود إليها المهاجرون. أنشطة إعادة الإدماج المجتمعية الأساس مصممة للاستجابة لاحتياجات وأولويات المجتمعات المحلية. المجتمعات المحلية تشارك في تصميم وتنفيذ إعادة الإدماج المجتمعية الأساسية. المجتمعات لها القدرة على توفير محيط تمكيني لإعادة الإدماج.
إنشاء أفرقة استشارية على المستوى المجتمعي لدعم الاحتياجات الاجتماعية – الاقتصادية وتوفير سبل الربط بالجهات المالية المعنية الرئيسية. العائدون ومجتمعاتهم المحلية قادرون على الحصول على الدعم لتيسير إعادة إدماجهم اجتماعياً واقتصادياً.
إقامة حوارات وأنشطة مجتمعية الأساس بين العائدين ومجتمعاتهم المحلية. المجتمعات المحلية تقبل العائدين.
توعية الجهات المعنية المحلية والوطنية بشأن مختلف جوانب إعادة الإدماج. زيادة المعارف والمهارات في صفوف الجهات المعنية المحلية والوطنية لمعالجة الاحتياجات في مجال إعادة الإدماج. تمتلك الجهات المعنية المحلية والوطنية (الحكومية وغير الحكومية) قدرات معززة لتوفير الخدمات الأساسية ذات الصلة بإعادة الإدماج. وجود سياسات وخدمات عامة ملائمة لتلبية الاحتياجات الخاصة بالعائدين والمجتمعات المحلية على حد سواء.
إنشاء عملية استشارية لوضع إجراءات تنفيذ موحدة. وضع إجراءات تنفيذ موحدة تتفق مع سياسات الهجرة والتنمية وغير ذلك من السياسات ذات الصلة.
إجراء مسح للجهات المعنية على المستويين المحلي والوطني لبرمجة إعادة الإدماج. ترسيخ آلية الإحالة لدعم العائدين ومجتمعاتهم المحلية بتلبية احتياجاتهم في مجال إعادة الإدماج.
الفرضيات الفرضيات الفرضيات
  • توافر التمويل
  • تصميم برنامج شامل
  • الارتباط بين الجهات المعنية
  • العائدون لديهم الرغبة في المشاركة في برنامج إعادة الإدماج؛
  • المجتمعات المحلية راغبة في التعاون؛
  • الجهات المعنية المحلية راغبة في التعاون ومنفتحة عليه؛
  • القوانين والسياسات الوطنية تسمح بتنفيذ برنامج إعادة الإدماج؛
  • توافر الخدمات الأساسية لأغراض آلية إحالة فعالة؛
  • العوامل الخارجية (الاجتماعية – السياسية والأمنية والاقتصادية والبيئية) لا تعرقل عملية إعادة الإدماج.
  • تظل السلطات الوطنية ملتزمة بتعزيز عملية إعادة إدماج مستدامة؛
  • تظل العوامل الخارجية مفضية إلى إعادة إدماج مستدامة؛
  • جميع الجهات المعنية (بما في ذلك العائدون والمجتمعات المحلية) تظل تشارك كلياً طوال عملية إعادة الإدماج؛
  • تحسّن القوانين والسياسات العامة من خلال بناء قدرات الجهات الفاعلة ذات الصلة؛
  • الموارد المخصصة تسمح بتوليد بيانات قائمة على الأدلة بشأن تأثير تدخلات إعادة الإدماج.

 

2.2.5 إطار النتائج

يستنبط إطار للنتائج أو إطار منطقي بشكل واضح النتائج المزمعة ويحدد الأهداف ويبين كيفية التخطيط من أجل النجاح وتحقيق النتائج.

ويساعد الإطار المنطقي على التحليل والتصميم العملي لتدخل ما وهو بالتالي أساس الرصد والتقييم بالنسبة لذلك التدخل. وهو ملخص موجز لنهج التدخل المزمع لتحقيق النتائج ويستند إلى تحليل الوضع والمشاكل أثناء مرحلة وضع المفاهيم. ويلخص التسلسل المنطقي الذي يهدف التدخل من خلاله إلى تحقيق النتائج المنشودة ويحدد المدخلات والأنشطة اللازمة لتحقيق هذه النتائج. ويوفر أيضاً مؤشرات ومصادر إثبات لقياس التقدم المحرز صوب تحقيق النتائج.

والإطار المنطقي يُستخدم في الغالب في شكل مصفوفة، الأمر الذي يشجع على التفكير الخطي بخصوص التغير. وكثيراً ما يُنظر إليها كأداة للإدارة لأغراض التخطيط والرصد والتقييم.

والجدول أدناه عينة لمصفوفة نتائج نموذجية. ويرد في الفرع 4.2.5 وصف أكثر استفاضة لأعمدة الجدول.

الجدول 3.5: مصفوفة نتائج نموذجية

النتائج المؤشرات مصدر الإثبات وطريقة جمع البيانات خط الأساس الهدف الفرضيات
الأهداف
 
         
النتائج          
النواتج          
الأنشطة          
 

3.2.5 أنواع الرصد

يمكن النظر في نهج مختلفة للرصد والتقييم لتقدير النتائج على كل مستوى من مستويات التدخل (المستويات الفردي والمجتمعي والهيكلي). ويتوقف نهج الرصد الملائم على نظرية التغير الخاصة بالبرنامج إجمالاً والجهات المعنية الرئيسية والمؤشرات المفصلة في إطار النتائج والخط الزمني للبرنامج (الأجل القصير أو الطويل).

وفي حين توجد أنواع أخرى عديدة للرصد ترد، لأغراض هذا الدليل، الإشارة إلى أنواع الرصد التالية الأكثر وجاهة:

  • رصد البرنامج تعقب التقدم والأداء طوال كامل برنامج إعادة الإدماج (بما يشمل أنشطة المشروع ونتائجه وميزانيته وإنفاقه ومخاطره).

  • رصد المستفيدين يتعقب تصورات الأفراد والمجتمعات المحلية والحكومات وغير ذلك من الجهات المعنية ذات الصلة للتدخل الجاري أو المكتمل. ورصد المستفيدين طريقة لإدراج المستفيدين في عملية الرصد. وهو يقيّم مدى رضا أو عدم رضا المستفيدين، ومستوى المشاركة والإدماج، وإمكانية الوصول إلى الموارد، وكيفية معاملتهم وتجربتهم إجمالاً فيما يتصل بالتغير. وهذا النوع من الرصد موصى به (وهو مفيد بشكل خاص) لتوليد بيانات نوعية (روايات إعادة الإدماج) من المستفيدين بل وحتى من أي جهة معنية. وهذا يعطي معلومات تتميز بالواقعية لتدخلات إعادة الإدماج ويمكن أن يُستخدم كأداة لوضوح البرنامج.

  • تقدير حوكمة إعادة الإدماج يقيّم على المستويين الوطني والإقليمي المحيط العام فيما يتصل بإعادة الإدماج. وهذا يشمل مستوى مشاركة مختلف الجهات المعنية (بما في ذلك المهاجرون ومجموعات الشتات والسلطات المحلية والمنظمات ذات الصلة)، وإمكانيات فرص كسب الرزق المحتملة والآليات لأغراض الحلول المستدامة. وعلى هذا المستوى يُعتبر تعاون الجهات المعنية المتعددة لازماً لتقييم ما إذا كانت تدخلات إعادة الإدماج المنفّذة قد خلّفت أي أثر أم لا. ويجب أن يحدث ذلك على مدى أجل أطول، على الأقل ما بين 16 و18 شهراً بعد بداية التدخل في سياق إعادة الإدماج.

وكما هو الحال بالنسبة لجميع أشكال البرمجة، من الأهمية بمكان وضع إجراءات رصد مالية واضحة، فضلاً عن رصد المخاطر.

ولدى تصميم مبادرة لإعادة الإدماج لا بد من تخصيص الموارد على وجه التحديد للرصد والتقييم. والنطاق الإجمالي للرصد والتقييم كما يوصي به مجتمع التقييم هو ما بين 5 و10 في المائة من الميزانية الإجمالية وما بين 2 و4 في المائة للتقييم وما بين 3 و6 في المائة للرصد. غير أن هذا النطاق إرشادي محض. وبالمثل فإن أنشطة الرصد والتقييم يجب أن تنعكس في خطط عمل المبادرة لدعم ممارسات الرصد المتماسكة والفعالة.

إضاءة

وضع خطة عمل مستفيضة تبين بوضوح دور ومسؤولية الفريق (أي الجهة المسؤولة عن التنفيذ وما يراد تنفيذه)، بما في ذلك الجدول الزمني لتحقيق الأهداف. وهو يسمح أيضاً بزيادة الوضوح وزيادة إمساك أعضاء الفريق بزمام الأمور فيما بينهم. ويمكن أن يتفق الفريق على معالم وفترات فاصلة للمراجعة للتأكد مما إذا كانوا على المسار الصحيح. ويمكن أن يتم ذلك في مرحلة البداية من خلال حلقة عمل مصغرة تُعرض فيها أدوار ومسؤوليات الفريق بأكمله والجهات المعنية والاتفاق على جدول زمني واضح لتحقيق الأهداف.
 

4.2.5 إطار رصد النتائج

يمكن أن يُستخدم الإطار المنطقي كأساس لوضع إطار لرصد النتائج. وهذا الإطار يمكّن جميع أفراد فريق التنفيذ وجميع الجهات المعنية من تتبّع التقدم المحرز صوب تحقيق النتائج المنشودة.

وإطار رصد النتائج، بوصفه أداة للرصد، يمكن أن يُستخدم إلى جانب خطة عمل مفصّلة وأدوات إبلاغ مالي وخطة لإدارة المخاطر لخلق نهج رصد أكثر شمولية.

وفيما يلي عيّنة إطار لرصد النتائج يستند إلى نظرية التغير أو نواتج مصفوفة النتائج. ويبيّن الأسئلة التي تهدف العناصر المكونة للإطار إلى الرد عليها. ويجب التوسع في ذلك بخصوص جميع النواتج والنتائج والهدف (الأهداف). وترد في الفروع التالية شروح إضافية بخصوص المؤشرات وخط الأساس والهدف ووسيلة التحقق وطريقة جمع البيانات والجدول الزمني.

 

الجدول 4.5: إطار رصد النتائج

النتيجة المؤشر مصدر البيانات وطريقة جمعها تحليل البيانات الوتيرة الشخص المسؤول خط الأساس والهدف
النتيجة الإيجابية الأولى أو التغير الملاحظ مباشرة بعد التدخّل.
  • كيف نعرف ما إذا كنا على المسار الصحيح؟
  • كيف نعرف إذا كان المستفيدون وأفراد المجتمع المحلي والجهات المعنية على المستوى الهيكلي راضين؟
  • كيف نعرف إذا كانت الخدمات المحددة تلبي احتياجات المستفيدين؟
أين وكيف ستُجمّع المعلومات لقياس المؤشر؟ كيف ستحلّل البيانات؟ في أي مرحلة سيتم تجميع البيانات لقياس المؤشر؟ من المسؤول عن تنظيم جمع البيانات والتأكد منها وتخزينها؟ خط الأساس: ما هي أهمية المؤشر في بداية التدخل؟ الهدف: ما هي أهمية المؤشر المنتظرة لدى اكتمال التدخّل
العائدون يتمتعون بمستوى كافٍ من الاكتفاء الذاتي الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي والرفاه النفسي – الاجتماعي في المجتمع الذي يعودون إليه. على سبيل المثال، عدد العائدين الذين يحققون علامة إعادة إدماج إجمالية (موحدة) بواقع 0.5 فما فوق، موزعين بحسب نوع الجنس والسن والهشاشة. على سبيل المثال، استقصاء في صفوف المستفيدين الذين تلقوا مساعدة على إعادة الإدماج. تحليل للكم والكيف. 4-6 أشهر بعد تقديم المساعدة على إعادة الإدماج. ذكر الاسم. ويمكن أن يكون هذا الشخص موظفاً مسؤولاً عن الرصد والتقييم. يتوقف خط الأساس والهدف على عدد اللاجئين في البلد.
المجتمعات المحلية تستفيد من تصميم وتنفيذ إعادة الإدماج المجتمعية الأساس. على سبيل المثال، النسبة المئوية لأفراد المجتمع المحلي الذين يعربون عن رضاهم بأنشطة إعادة الإدماج المجتمعية الأساس. على سبيل المثال، رصد مشاركة المجتمع المحلي (مناقشات أفرقة التركيز والمقابلات المجتمعية). والمعاينة المباشرة. تحليل للكم والكيف 4-6 أشهر بعد بداية الأنشطة المجتمعية الأساس. ذكر الاسم. ويمكن أن يكون هذا الشخص موظفاً مسؤولاً عن الرصد والتقييم. على سبيل المثال: خط الأساس يمكن أن يكون صفر إذا لم تتم أنشطة في السابق. الهدف: 50 في المائة
الجهات المعنية المحلية والوطنية (الحكومية وغير الحكومية) قد عززت قدراتها لتوفير الخدمات الأساسية والخدمات ذات الصلة بإعادة الإدماج. على سبيل المثال، النسبة المئوية للجهات المعنية التي تعلن أنها تشارك أكثر في مجال المساعدة على إعادة الإدماج (مصنفة بحسب نوع الدعم).

على سبيل المثال، الاستقصاء قبل التدريب وبعده.

مقابلات شبه منظمة مع الجهات المعنية المحلية والوطنية.

تحليل للكم والكيف 3-6 أشهر بعد أنشطة بناء القدرات ودورياً أثناء اجتماعات الشركاء. ذكر الاسم. ويمكن أن يكون هذا الشخص موظفاً مسؤولاً عن الرصد والتقييم. على سبيل المثال: خط الأساس وفقاً للمسح الأولي للجهات المعنية. الهدف: 70 في المائة

المؤشرات

المؤشرات معلومات قابلة للقياس تساعد على تقييم كيفية إعطاء العمل أو الأنشطة لنتائج. وهي تبين التقدم المحرز صوب تحقيق الأهداف وتبين ما إذا كانت نتيجة ما قد تحققت أم لا. وأثناء الرصد يُقصد بالمؤشرات قياس النواتج والنتائج وبالنسبة للتقييم يمكن أن تُستخدم على مستوى التأثير.

Created with Sketch. نصيحة

لتحقيق قيمة مضافة يمكن أن تشمل العملية حلقة تدريبية لرواية التجارب ليس فقط للعائدين وإنما أيضاً لأفراد المجتمع المحلي، مع إضفاء الصوت والصورة على روايات الذين غادروا ثم عادوا بعد ذلك وكذلك أيضاً أولئك الذين لم يهاجروا.

مصادر البيانات وطريقة جمعها

بالاستناد إلى المؤشرات المختارة تحدد مصادر البيانات أين وكيف تُجمع المعلومات لغرض قياس المؤشرات المحددة. وطريقة جمع البيانات تحدد الطريقة (الطرق) التي يجب استخدامها لجمع البيانات. والطرق المستخدمة عموماً تشمل ما يلي:

  • المراجعة الوثائقية أو مكتبية
  • المعاينة
  • الدراسات الاستقصائية (المصغّرة والرسمية)
  • المقابلات (بما في ذلك المخبرون الرئيسيون والمقابلات عند نهاية مدة تقديم الدعم، انظر الفرع 7.2)
  • مناقشات أفرقة التركيز
  • تدابير الاختبار أو التدابير المباشرة
  • المسح (مثلاً خرائط المجتمعات المحلية)
Hand-Point -5

الوحدة 2 توفر توجيهات لمديري الحالات بشأن اختيار الخدمات المناسبة لفرادى العائدين والإحالات في إطار آلية التنسيق.

يمكن أن تشمل مصادر جمع البيانات استبيانات وقوائم مرجعية وأدلّة مواضيعية 47، أو وثائق إدارية لها صلة بالمشاريع من قبيل شهادات التسليم ووثائق ملفات الحالات، وما إلى ذلك.

عند وضع أداة لجمع البيانات لا بد من تذكّر ما يلي:

  • إدراج الملفات التي تدون اسم مجمّع البيانات وتاريخ ومكان جمعها، والبيانات الشخصية والمعلومات للاتصال بالمجيب.

  • إدراج شرط الموافقة الحرة والمستنيرة والسرية في أداة جمع البيانات الشخصية إذا لم تكن الأداة تُخفي الهوية (انظر الفرع 1.1.5).

  • التطرق لمتطلبات إدارة البيانات من أجل أداة جمع البيانات المحددة. ويمكن أن يشمل ذلك وضع ميزانية للموارد لوقت الموظفين اللازم لوضع واستخدام الأداة، فضلاً عن قواعد بيانات أو نظم قد يحتاج الأمر إلى إنشائها والمحافظة عليها.

واللغة في أدوات جمع البيانات يجب أن تكون محايدة وموضوعية. ولا بد من النظر في مهارات وتكنولوجيا البيانات المتاحة في البلد. وتتطلب الأدوات المختلفة مهارات مختلفة والفشل في المواءمة بين القدرات والأداة يخلق تحيزاً وخطأ فيما يتصل بالبيانات. ومن الموصى به اختبار أداة جمع البيانات مسبقاً.

ومتى تعلق الأمر بتوليد معلومات وتعليقات وملاحظات من خلال رصد المستفيدين48، يمكن تحديد طريقة أخذ العينات كطريقة لمرحلة تخطيط الرصد أو التقييم49. وهذه الطريقة مفيدة بشكل خاص، ذلك أنه من غير العقلاني أحياناً الالتقاء بكل مستفيد أو زيارة كل مشروع. وعوضاً عن ذلك فإن استخدام مجموعة أصغر من المستفيدين وتغطيتهم الجغرافية والموارد المخصصة والسياق الأمني كلها جوانب رئيسية لا بد من أخذها بعين الاعتبار. وبالتالي فإن أخذ العينات مفيد لما يلي:

  1. الحد بأقصى ما يمكن من تحيز البيانات وتحسين جودتها؛

  2. الحد من الوقت والمال المنفقين على جمع البيانات.

ينطوي أخذ العينات على مجموعة متنوعة من التقنيات. واختيار التقنية يتوقف على السياق ونوع مجموعات السكان المستهدفة والمعلومات المتاحة وطريقة جمع البيانات ونوع البيانات التي يجمّعها المشروع. وجميع التقنيات توفر ردوداً مختلفة على:

  • التمثيل: درجة "تمثيل" العينة للمجموعة الأوسع؛

  • اختيار العينة: كيفية اختيار الأشخاص أو الأماكن؛

  • حجم العينة: عدد الأشخاص والخدمات، وما إلى ذلك من العناصر التي يجب إدراجها في العينة.

إذا كان أخذ العينات مبرمجاً ومخططاً له يجب توظيف أو تدريب موظفين لبرنامج الرصد والتقييم يمتلكون المهارات في هذا المجال.

تحليل البيانات

الكيفية التي ستُحلل بها البيانات تتوقف على طريقة جمع هذه البيانات. ويحتاج الأمر إلى أدوات مختلفة حسب نوع التحليل المنشود. ويمكن تحليل بعض أساليب جمع البيانات بالنسبة لكل من المعلومات الكمية والنوعية. مثلاً، إذا كان المؤشر (وجود تشريع يعكس أفضل الممارسات الدولية) فسيكون مصدر البيانات الجهة التي تأتّى منها المعلومات (البيانات) (نسخة من التشريع)، في حين أن طريقة جمع البيانات ستتمثل في استعراض للوثائق (استعراض التشريعات). ويمكن أن يكون تحليل البيانات نوعياً في طبيعته، مثلاً إجراء خبير لتقييم درجة توافق التشريع مع أفضل الممارسات الدولية.

الوتيرة

يجب أن يُحدد توقيت ووتيرة جمع البيانات بشكل واضح منذ بداية التخطيط. وغالباً ما يتم تنفيذ برامج إعادة الإدماج في أماكن جغرافية متنوعة ومع شركاء مختلفين، وهذا أمر حيوي يجب النظر فيه لدى قرار تحديد وتيرة جمع البيانات لأن ذلك له مضاعفات على الميزانية. مثلاً إذا كان المؤشر المقاس "إحالة إلى دعم نفسي - اجتماعي"، فإنه سيكون من المنطقي عندئذ رصد عدد الأشخاص المحالين إلى الدعم على أساس منتظم، مثلاً على أساس شهري أو فصلي.

وعادة ما يتحول إطار رصد النتائج إلى خطة عمل واضحة تبين خطوات الرصد ووتيرتها.

الشخص المسؤول

يجب أن تكون هناك أدوار ومسؤوليات واضحة لجمع البيانات والتأكد منها وتخزينها (انظر الفرعين 2.3.5 و3.3.5)، ولا سيما عندما تكون هناك جهات متعددة معنية. ويجب أن يكون هناك مراقب للبيانات لأغراض البيانات الشخصية يسهر على اتباع مبادئ حماية البيانات.

خط الأساس والهدف

يوفر خط الأساس المنطلق الذي يقاس به التغيّر على مر الزمن. وخط الأساس هو القياس الأول للمؤشر؛ ويقيّم الأوضاع قبل التنفيذ ويحدد الظروف التي يُقاس فيها التغير في المستقبل. ودراسة خط الأساس يمكن أن تكون لها مضاعفات على الميزانية ولكن يمكن أن تستند أيضاً إلى تقييم مسبق أو استعراض مكتبي. وعندما تكون الميزانية محدودة، أو عندما تكون هناك قيود وعوامل أخرى لا تسمح بدراسة خط الأساس، يمكن اعتبار زيارة الرصد التي يقاس فيها مؤشر محدد لأول مرة خط الأساس.

والهدف هو ما يأمل التدخل في تحقيقه وهو عادة يُحدد مع مراعاة خط الأساس.

دراسة المنظمة الدولية للهجرة الاستقصائية بشأن استدامة إعادة الإدماج

وضعت المنظمة الدولية للهجرة دراسة استقصائية موحدة لاستدامة إعادة الإدماج لتقييم استدامة إعادة إدماج العائدين في الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والنفسية. وتساعد هذه الدراسة الاستقصائية على الرد على السؤال التالي: إلى أي مدى بلغ المهاجرون مستوى إعادة الإدماج المستدامة في المجتمعات المحلية التي عادوا إليها؟

وهذه الدراسة الاستقصائية، إلى جانب نظام النقاط والعلامات، يمكن أن تُستخدم كأداة لإدارة الحالات، لرصد المستفيدين ولتقييم البرامج. وهي بالأساس مصممة للتطبيق على العائدين 12 إلى 18 شهراً بعد عودتهم. غير أن الدراسة الاستقصائية يمكن استكمالها عدة مرات طوال عملية إعادة إدماج العائد. مثلاً، ورهناً بتوافر الموارد، يمكن استحداث علامة أولى (خط أساس) لإعادة الإدماج أثناء دورة المشورة الأولى تُستخدم لتقييم الاحتياجات (ما بين الشهر صفر والشهر 1) وتُقارن بالعلامة الوسيطة ما بين 6 و9 أشهر بعد العودة لتقييم التقدم المحرز. وبعد ذلك تقيس علامة نهائية (الشهر 12 إلى الشهر 18) استدامة إعادة الإدماج.

وعلامات الرصد الوسيطة المجمعة أثناء فترة المساعدة على إعادة الإدماج يمكن أن تُستخدم لتعديل المساعدة على أساس علامات إعادة الإدماج فيما يتصل بالأبعاد الثلاثة المختلفة.

ولعل نظام النقاط والعلامات بعد نهاية المساعدة على إعادة الإدماج هو الأكثر أهمية – لأنه يعكس استدامة وضع العائد. وهذه العلامات يمكن أن يؤخذ بها أيضاً في تقييم البرنامج النهائي. ويمكن تحليلها لبيان مدى فعالية مختلف أنواع المساعدة على إعادة الإدماج بالنسبة لمختلف فئات العائدين، في سياقات مختلفة. والبيانات المجمّعة من خلال نظام العلامات والنقاط توفر أيضاً الأدلة اللازمة على تأثير العوامل على المستويين المجتمعي والهيكلي وعلى إعادة إدماج الأفراد (مثلاً تدني فرص الحصول على الرعاية الصحية المبلّغ عنه بانتظام في منطقة محددة) ويمكن بالتالي إدراجها في استنباط التدخلات المحددة الهدف على المستويين المجتمعي والهيكلي.

والاتجاهات في علامات ونقاط إعادة الإدماج يمكن تحليلها بسهولة فيما يتصل بمعلومات الملامح الأساسية. ويمكن مقارنة علامات إعادة الإدماج على أساس الجنس ونوع الجنس والسن. ويمكن أن تقارن أنماط العائدين الحاصلين على المساعدة عن طريق العودة الطوعية والعائدين الحاصلين على المساعدة بسبل أخرى. ويرد أدناه بيان المتغيرات الموصى بها لتحليل استدامة إعادة الإدماج:

  • الجنس ونوع الجنس
  • تاريخ العودة
  • السن عند العودة
  • البلد المضيف قبل العودة
  • البلد الأصلي
  • طول مدة الغياب عن البلد الأصلي
  • طريقة العودة
  • هل أن مجتمع العودة هو نفس المجتمع الأصلي؟
  • حالات الهشاشة المحتملة (العوامل المحددة/ المحركة)
  • نوع المهنة أو الحرفة

انظر المرفق 4 للمزيد من المعلومات عن دراسة استدامة إعادة الإدماج الاستقصائية.

46 تعريف المنظمة الدولية للهجرة لنظرية التغير مقتبس من "محور نظرية التغير، ما هي نظرية التغير؟" (2017).

47  الدليل المواضيعي هو مجمل المسائل والمجالات الرئيسية للاستبيان المستخدم لإرشاد وتوجيه المقابلة الجيدة النوعية أو المناقشة الجماعية.

48  يشمل المستفيدون العائدين وأفراد المجتمع المحلي والجهات المعنية المحلية.

49  العينة جزء من السكان تُستخدم لوصف كامل المجموعة. وأخذ العينات هو عملية اختيار وحدات من بين السكان لوصف أو استقراء أولئك السكان؛ أي لتقدير ملامح السكان بالاستناد إلى نتائج العيّنة.