يعرض هذا الفرع ويستكشف تعريف المجتمع المحلي ويوفر توجيهات بشأن تشجيع توخي نهج تشاركي من أجل المشاريع المجتمعية الأساس.
تعريف المجتمع المحلي
توخي نهج تشاركي
إن تصميم مشروع مجتمعي لأغراض سياق محدد حيوي لتعريف ما الذي يشكّل "المجتمع المحلي" – وهذه مهمة ليست بالأمر البسيط في جميع الأحوال. ولأغراض هذا الدليل سوف نستخدم التعريف التالي للمجتمع المحلي: "عدد من الأشخاص الذين يتفاعلون بانتظام مع بعضهم البعض داخل تراب محدد جغرافياً وتكون لديهم نزعة إلى تقاسم قيم ومعتقدات ومواقف مشتركة"28. وتعريف المجتمع المحلي يحدده السياق ويتوقف على الأوضاع الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فضلاً عن اتجاهات الهجرة المحلية.
وتتمثل إحدى الطرق لتعريف المجتمع المحلي في استخدام نهج المحيط العام29 وهذا النهج يسلم بأن كل عائد إنّما يوجد داخل منظومة جهات فاعلة تتفاعل مع بعضها البعض ويمكن أن تكون داعمة لإعادة إدماج العائدين أو معيقة لها.
ولتحديد المجتمع المحلي للعائد يمكن استخدام البحث النوعي، من قبيل المقابلات الشخصية أو مجموعات التركيز، لفهم الأفراد أو المؤسسات أو المنظمات التي تعتبر جهات مؤثرة في منطقة جغرافية محددة. وما أن يتم تحديد تلك الجهات الفاعلة يمكن دعوة مقدمي المعلومات الرئيسيين (من قبيل القادة الدينيين، أو السلطات المحلية، أو قادة المنظمات المجتمعية الأساس، أو الشيوخ والحكماء أو غيرهم) إلى مناقشات مجموعات التركيز حول تأثير العودة وإعادة الإدماج على المجتمع المحلي والمساعدة الممكنة كما يرونها على مستوى المجتمع المحلي.
الشكل 1.3: فهم محيط العائد العام
تقييم المجتمع المحلي وإشراكه يجب أن يتما في جميع الأحوال باستخدام نهج تشاركي، ما يعني أنه تتم استشارة العائدين أو أسرهم أو المجتمعات المحلية التي يعودون إليها. والمشاركة (المشاركة الشخصية في التقييم وصنع القرار بخصوص إعادة الإدماج) يمكن أن تزيد من الشعور بالتمكين والاعتماد على النفس والسيطرة على المشاريع. وهذا النهج يسلّم بأن أولئك الذين يشاركون في مشاريع إعادة الإدماج ملمون بالاحتياجات التنموية والبيئية المحلية ولهم رؤية فريدة من نوعها لكيفية جعل إعادة الإدماج أكثر استدامة.
إجراء مناقشات لأفرقة التركيز مع مجموعة واسعة من المخبرين الرئيسيين لدى تقييم المجتمعات المحلية، وكذلك عند البتّ في مشاريع إعادة الإدماج، يجعل من العملية عملية تعاونية. وأثناء مناقشات فرق التركيز هذه هناك حاجة إلى شرح العملية وأهداف مشاريع إعادة الإدماج بوضوح والتطرق لأية مسائل من أجل إدارة التوقعات.
الاستيعاب الشامل لجميع وجهات النظر ومراعاة الخلافات في العملية التشاركية
عند إشراك المجتمع المحلي، من الأهمية بمكان الوعي بالمسائل الخلافية القائمة والمجموعات المهمّشة، وإلّا فإن ذلك يمكن أن يزيد المشاكل حدّة نتيجة لاستبعاد تلك الفئات المهمشة بالفعل أو بتعزيز ديناميات القوى السلبية. لهذا السبب فإنه من المهم السعي بجد من أجل استيعاب جميع مختلف وجهات النظر في عمليات التقييم والإشراك.
جعل النُهج التشاركية تتميز بالشمولية
-
طرح الأسئلة التالية: مَن هو بحاجة إلى الإدماج في العملية؟ مَن لديه شيء إيجابي يمكن أن يساهم به؟ من يمكن أن يخلق تحديات؟
-
تحديد جميع أصحاب المصلحة ذوي الصلة والحواجز أو التحديات المحتملة أمام مشاركتهم.
-
مقابلة المخبرين الرئيسيين بشكل مباشر عن طريق البحث عنهم والعثور عليهم.
-
التسليم بأوجه اختلال توازن القوى بين أصحاب المصلحة. مَن يمكن أن يكون له نفوذ أقل؟ النساء؟ الأطفال والشباب؟ المعاقون؟ أولئك الذين لديهم مستوى أدنى من التعليم؟ خلق فرصة إضافية لمشاركة هذه المجموعات.
-
عقد اجتماعات أفرقة تركيز ومنتديات في أوقات وأماكن تلائم خصيصاً أقل المشاركين جرأة على التكلم، أو تنظيم اجتماعات منفصلة أو خاصة عند الاقتضاء.
-
خلق الفرصة للأشخاص لإسماع صوتهم والتعبير عن وجهات نظرهم بشكل مجهول الهوية أو في أماكن تشجع على الثقة والانفتاح.
28 دليل المنظمة الدولية للهجرة بشأن حماية ومساعدة المهاجرين المعرضين للعنف والاستغلال والاعتداء (سيصدر قريباً).
29 للمزيد من المعلومات عن نهج النظام الإيكولوجي في محيطات إعادة الإدماج يمكن الرجوع إلى الوثيقة "Setting Standards for an Integrated Approach to Reintegration"، (سامويل هال/ المنظمة الدولية للهجرة، 2017) الذي كلفت المنظمة الدولية للهجرة بإعداده ومولته إدارة التنمية الدولية.
- 3.1/3.5
- التالي