تستكشف التقييمات الفردية قدرات العائدين وأوجه ضعفهم، فضلاً عن عوامل وقايتهم وعوامل الخطر. وتوفر هذه التقييمات معلومات لتكييف خطة إعادة إدماج العائد وفقاً لاحتياجاته ويجب إعادة النظر فيها إذا ما تغيرت الظروف. ويبين الرسم البياني أدناه التقييمات التي يجب القيام بها والعائدين المعنيين بذلك ومتى يتم إجراؤها.
يقدم هذا الفصل لمحة عامة عن التقييمات التي يجب القيام بها لجمع المعلومات اللازمة قبل وضع خطة لإعادة الإدماج:
1.2.2 تقييم أوجه الضعف
2.2.2 تقييم المخاطر
3.2.2 تقييم الأوضاع العائلية
4.2.2 تقييم المهارات
5.2.2 استقصاء استدامة إعادة الإدماج كأداة للتقييم
الشكل 2.2: التقييمات المقترح إجراؤها قبل وضع خطة لإعادة الإدماج
* يرجى ملاحظة أن التقييم السريع لأوجه الضعف يكشف أوجه الضعف المحتملة ويجب القيام بعمليات تمحيص ومتابعة في أقرب ممكن.
ولتصميم خطة إعادة إدماج توفر مساعدة مكيفة وفق الاحتياجات، يجب إجراء التقييمات بأسرع ما يمكن، والأمثل أن يكون ذلك قبل العودة. وتلقي المعلومات فيما يتعلق بالعائدين قبل عودتهم يسمح للموظفين في البلد الأصلي باتخاذ الترتيبات المناسبة للمساعدة عند وصول العائدين. وبعد وصول العائد إلى البلد الأصلي يعيد موظفو إعادة الإدماج تقييم المعلومات المقدمة من موظفي البلد المضيف. والتنسيق الوثيق بين الموظفين في البلد المضيف والموظفين في البلد الأصلي حيوي لدعم إعادة الإدماج السلسة. وللاطلاع على مثال لكيفية القيام بذلك، انظر دراسة الحالة 2 أدناه.
التعاون قبل المغادرة بين مكتبي المنظمة الدولية للهجرة القطريين في أفغانستان والنمسا
منذ عام 2012 ما انفك مكتبا المنظمة الدولية للهجرة في أفغانستان والنمسا يتعاونان فيما يتصل بمشاريع إعادة الإدماج. وقد تبين أن التواصل الفعال والاستجابة السريعة والاستعداد للتكيف باستمرار وتحسين نُهج إعادة الإدماج كلها شروط مسبقة حاسمة لتيسير عملية إعادة إدماج العائدين في سياق غالباً ما يكون صعباً.
وينطلق التعاون المتين من مرحلة تصميم المشروع، حيث يوفر المكتبان مدخلات متساوية في مضمون المشروع وإعداد الميزانية. ويتقاسم المكتبان إجراءات العمل الموحدة لدعم إدارة الحالات بطريقة سلسلة وفعالة. وبحوزة المكتبين معلومات عن جميع موظفي المشاريع فضلاً عن تفاصيل المكتبين التي تصف أدوار ومسؤوليات جميع أصحاب المصلحة المعنيين بعملية العودة وإعادة الإدماج. ويضع المكتبان معاً مواد إعلامية للعائدين ويترجمانها إلى اللغات المحلية.
وأثناء تنفيذ أي مشروع هناك تواصل مستمر وتبادل للمعلومات عن طريق البريد الإلكتروني وكذلك من خلال الجلسات المنتظمة عبر برنامج سكايب؛ وموضوعات محددة من قبيل الرصد تناقَش في ندوات شبكية عبر الإنترنت. ويوفر موظفو مكتب المنظمة الدولية للهجرة في أفغانستان إسهامات منتظمة لجلسات الإعلام قبل المغادرة التي يرتبها مكتب المنظمة في النمسا للعائدين. وهذا يساعد على بناء الثقة ويعطي لمحة واقعية عن الفرص والتحديات لدى العودة ويساعد على إدارة توقعات العائدين.
وزيارات التنسيق والرصد في مكتبي أفغانستان والنمسا يعززان ترسيخ التعاون لأنهما يوفران مزيداً من الفهم لواقع العمل والمتطلبات الإجرائية وسياقات العودة قبل المغادرة وبعد الوصول. وبالإضافة إلى ذلك، تتيح هذه الزيارات فرصة لموظفي المنظمة الدولية للهجرة للاجتماع بالجهات الشريكة وغيرها من المنظمات لإعلامها ولبناء الثقة. وتمثل أيضاً طريقة لتوسيع نطاق شبكات الإحالة وبالتالي تعزز استدامة إعادة الإدماج، مثلاً في مجالات الصحة أو التدريب المهني والتدريب بشكل عام. وبالمثل فإن اجتماعات التنسيق في النمسا تسمح لموظفي مكتب المنظمة في أفغانستان بتزويد الجهات الرئيسية المعنية بصورة محدّثة عن الوضع في أفغانستان.
- بناء قدرة الموظفين على تيسير التواصل والتعاون فيما بين الثقافات؛
- جمع آراء وتعليقات العائدين بعد العودة للمساعدة على حفز تطلعات تتميز بالواقعية لدى العائدين في المستقبل.
1.2.2 تقييم أوجه الضعف
يجب أن يخضع جميع العائدين لتقييم لأوجه الضعف، والأمثل أن يكون ذلك قبل المغادرة وعند الوصول إلى البلد الأصلي (انظر الخطوة 4 أعلاه).
يجب تحديد أوجه الضعف على المستوى الفردي وعلى مستوى الأسرة المعيشية في وقت مبكر لتبيّن ما إذا كان يمكن أن تحول أوجه الضعف هذه دون المشاركة في عملية إعادة الإدماج. والتحديد المبكّر لأوجه الضعف يساعد الموظفين أيضاً على إعداد التدابير الوقائية والحمائية المناسبة وهو حيوي لوضع خطة إعادة إدماج فعالة.
تعريف المهاجر في حالة ضعف
المهاجرون في حالات ضعف هم المهاجرون غير القادرين على التمتع فعلياً بما لهم من حقوق وهم في خطر متزايد للتعرض للانتهاكات والاعتداءات وهم من ثمّ مخوّلون لدعوة المسؤول إلى مزيد الالتزام بواجب توفير الرعاية. وحالات الضعف التي يواجهها المهاجرون تنشأ عن عوامل مختلفة يمكن أن تتقاطع أو تتواجد معاً بتزامن مؤثرة على بعضها البعض ويمكن أيضاً أن تطوّر أو تتغيّر على مر الزمن مع تغير الأوضاع. والعوامل التي تولّد الضعف يمكن أن تتسبب في مغادرة المهاجر لبلده الأصلي في المقام الأول وقد تحدث أثناء العبور أو في وجهة المقصد (بصرف النظر عما إذا كانت الحركة الأصلية قد اختارها المهاجر بحرية أم لا؟ أو قد تكون لها صلة بهوية المهاجر أو ظروفه. وبالتالي يجب أن تُفهم أوجه الضعف، في هذا السياق، على أنها أوجه ضعف ظرفية وشخصية. (مقتبس من معجم المنظمة الدولية للهجرة بشأن الهجرة، 2019).
واستمارة تمحيص تقييم أوجه الضعف السريع واستمارة تمحيص سرعة تأثر المهاجر بالعنف والاستغلال والاعتداء أداتان يجب استخدامهما قبل السفر ومجدداً لدى وصول العائدين إلى بلدانهم الأصلية. وستُتاح هاتان الاستمارتان عن قريب على الشبكة. وهذه التقييمات يجب أن يُجريها موظفون مدربون. والتمحيص الكامل يقيّم جميع مصادر الضعف المحتملة بالنسبة لفرادى المهاجرين وداخل الأُسر.
ويتطلب البعض من أوجه الضعف تدخّلاً مباشراً لمعالجة الاحتياجات العاجلة قبل الوصول وبعده. والكبار الذين يتبين أنهم في خطر عنف من جانب الشريك الحميم أو عنف من أنواع أخرى، قد يحتاجون إلى مساعدة بتدابير حماية وسلامة. وتتطلب عوامل ضعف أخرى استجابات أطول أجلاً يجب أن تُدرج في خطة إعادة إدماج المهاجر (مثلاً السهر على مراعاة الحالات الطبية المزمنة). ويجب تقديم نتائج تقييمات الضعف إلى الموظفين في البلد الأصلي قبل سفر المهاجر، وذلك فقط رهناً بموافقة المهاجر على ذلك.
للحصول على معلومات أكثر تفصيلاً بخصوص تحديد ومساعدة المهاجرين في حالات الضعف، يرجى الرجوع إلى دليل المنظمة الدولية للهجرة بشأن المساعدة المباشرة لضحايا الاتجار ودليل المنظمة الدولية للهجرة بشأن حماية ومساعدة المهاجرين المعرضين للعنف والاستغلال والاعتداء (على وشك الصدور)18.
اعتبارات الأوضاع الصحية الهشة
يجب إجراء تقييم أساسي للصحة أو، على الأقل، تمحيص للاحتياجات الصحية المحددة كجزء من تقييم الهشاشة بالنسبة لجميع العائدين قبل المغادرة. ويجب أن تتبع ذلك فحوص طبية إذا لزم الأمر وإذا وافق المهاجر على ذلك. وبالنسبة للمهاجرين الذين لديهم احتياجات صحية لا بد من تنبيه مديري الحالات إلى أنه توجد هشاشة صحية. ويحتاج الأمر إلى وجود معرفة شاملة بالخدمات الصحية المتاحة في البلد الأصلي لتيسير وضع خطة انتقالية قبل سفر العائد. وهذا يساعد، مثلاً، على تبيّن ما إذا كان المهاجر بإمكانه أن يبقي على نفس نظام التداوي أو العلاج (ولا سيما فيما يتصل باختلال الصحة العقلية واضطرابات المناعة الذاتية) في البلد الأصلي.
وفي السياقات التي يتعذر فيها تلبية الاحتياجات الصحية (مثلاً التشخيصات والأطباء والأدوية) فيما يتصل بالحالات الصحية المزمنة (مثل الربو ومرض الكلى، ومرض السكري، ونقص المناعة البشري) في البلد الأصلي، يمكن التفكير في ضرورة الترحيل بالتعاون مع موفري الخدمات الصحية في كل من البلد المضيف والبلد الأصلي. وتتطلب الخيارات كلها مشورة مكثفة وتشمل ما يلي:
-
عدم العودة. يجب ألا تتم العودة إذا كان العائد يتلقى علاجاً منقذاً للحياة أو علاجاً لإطالة العمر في البلد المضيف أو إذا كان العائد غير قادر على تلقي مثل هذا العلاج في البلد الأصلي. وقد يرغب المرضى في العودة حتى في هذه الظروف. غير أن ذلك يجب عدم تيسيره إذا كان غياب الخدمات الحيوية (مثل غسيل الكلى) سيؤدي إلى وفاة العائد.
-
الإصرار على العودة. قد يكون المريض في مرحلة نهائية يكون فيها ميؤوساً من شفائه ويُفضّل بالأحرى الحصول على رعاية تسكينية أقل تطوراً في أسرته وبين ذويه عوضاً عن البقاء بمفرده في مستشفى تتوفر فيه جميع الإمكانيات. وعندما تكون الرعاية في البلد الأصلي متاحة ولكن محدودة يجب بذل جهود إضافية لمساعدة العائدين على الحصول على هذه الرعاية.
-
النقل إلى مكان آخر. هذا الأمر ليس ممكناً في جميع الأحوال ولكن يجب استكشافه إذا وُجد الخيار.
إرشاد مديري الحالات في هذه الظروف معقّد ويجب بالتالي أن تركز القرارات المتخذة على التعاون مع خبراء في المسألة ومع زملاء موثوقين و، ما هو أهم من كل شيء، مع العائدين.
يجب إعطاء الأولوية لاستمرارية الرعاية عند العمل مع مهاجرين في أوضاع هشة، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بالاحتياجات الصحية. ويجب تنبيه العائد إلى أية تغييرات في التداوي أو في نظام العلاج ولا بد أن يتم ذلك بمشاركة العائد وموافقته التامتين.
2.2.2 تقييم المخاطر
إذا تبيّن أن العائدين في وضع هشّ يتعين على مديري الحالات تقدير المخاطر ووضع خطة أمن مكيفة وفق احتياجات الفرد المعني. وترد الإرشادات حول كيفية القيام بذلك في دليل حماية ومساعدة المهاجرين المعرضين للعنف والاستغلال والاعتداء (على وشك الصدور).
اعتبارات خاصة: ضحايا الاتجار
يمكن أن تكون للأشخاص الذين يحاولون إعادة الاندماج في مجتمعاتهم في بلدانهم الأصلية بعد التعرض للاتجار بالبشر احتياجات واعتبارات خاصة تحتاج إلى مراعاة أثناء عملية إعادة الإدماج. ومن بين هذه الاحتياجات والاعتبارات الدعم الإضافي الذي قد يحتاجه ضحايا الاتجار من أجل لمّ شمل الأسرة وإعادة بناء الشبكات الاجتماعية. ونجاح إعادة الإدماج قد يتطلب تقفي أثر الأُسر قبل العودة بحيث يتسنى للضحايا العودة إلى مجتمعاتهم المحلية الأصلية. ويمكن أن يعني ذلك إطلاع أسرة الضحية على ما تعرض له العائد وهو بعيد عن الأسرة. وإذا كان هناك احتمال رفض اجتماعي أو عزلة بسبب الوصم ذي الصلة بالاتجار بالبشر يحتاج مديرو الحالات إلى الاتصال بالمنظمات غير الحكومية المحلية أو موفري الخدمات المحليين أو الموظفين المدربين لإسداء المشورة حول كيفية تيسير قبول الأسرة. وقد يكون ضحايا الاتجار أيضاً بحاجة أكبر إلى سكن مؤقت وخدمات طبية ونفسية أو تدابير أمن خاصة إذا ما وُجدت أية تهديدات أثناء العودة. والإعداد لهذه الاحتياجات الإضافية قبل العودة أمر حيوي. ودليل المنظمة الدولية للهجرة بشأن المساعدة المباشرة لضحايا الاتجار (2007) ودليل المنظمة الدولية للهجرة بشأن حماية ومساعدة المهاجرين المعرضين للعنف والاستغلال والاعتداء (على وشك الصدور) يوفران إرشادات مستفيضة حول كيفية خدمة ضحايا الاتجار.
3.2.2 تقييم الأوضاع العائلية
يمكن أن يلعب أفراد الأسرة دوراً هاماً في عملية اتخاذ المهاجر لقراره. وتقييم وضع أسرة العائد، ولا سيما بالنسبة للعائدين الذين يعتبرون في وضع هش، يمكن أن توفر معرفة قيّمة للعوامل التي يمكن أن تدعم أو تعرقل نجاح إعادة إدماج العائد. وهذا يُعرف أيضاً ﺒ "تقييم الأسرة المعيشية". وللمزيد من المعلومات عن هذا النوع من التقييم، انظر الأدوات الموفّرة كجزء من دليل المنظمة الدولية للهجرة بشأن المساعدة المباشرة لضحايا الاتجار (2007) ودليل المنظمة الدولية للهجرة بشأن حماية ومساعدة المهاجرين المعرضين للعنف والاستغلال والاعتداء (على وشك الصدور).
4.2.2 تقييم المهارات
يجب أن يسبق تقييم للمهارات وضع خطة لإعادة الإدماج. وجمع البيانات عن مهارات العائد وتعليمه وتطلعاته هام من أجل ما يلي:
- تكييف دعم إعادة الإدماج وفقاً للاحتياجات، ولا سيما المساعدة الاقتصادية؛
- التسليم بأي عدم توافق محتمل بين مهارات العائد القائمة وتدريبه والطلب على المهارات في البلد الأصلي، ومعالجة عدم التوافق هذا؛
- مساعدة العائد على الشعور بأن المساعدة على إعادة الإدماج تقوم على أساس احتياجاته المحددة ومواطِن قوته وأن حظوظه في النجاح وافرة؛
- خلق عنصر ثقة وتشجيع الأخذ بزمام الأمور في عملية الإدماج.
ويبين الشكل أدناه الخطوات التي يمكن اتخاذها لتقييم مهارات العائدين.
الشكل 3.2: الخطوات لتقييم مهارات الفرد العائد
توجد عدة أدوات متاحة للمساعدة على تيسير تقييم العائد الفردي من قبيل ما يلي:
-
أداة ملامح مهارات الاتحاد الأوروبي للمواطنين من رعايا بلد ثالث، وهي موجهة لاستخدام المنظمات التي تقدم المساعدة للمواطنين من رعايا بلدان ثالثة لأغراض الإدماج في سوق العمل، بما يسمح للمنظمات باستنباط استبيانها المصمم خصيصاً؛
-
التأكد من صحة المهارات (المملكة المتحدة)، الذي يحدد مهارات ومؤهلات الباحثين عن عمل قصد مساعدة العائدين على توجيه خطط مسارهم المهني؛
اختبارات المهارات أو المؤهلات تقيّم مهارات المستفيدين المحددة بصرف النظر عن كيفية ومكان الحصول عليها. ويمكن أن تكون المهارات قد اكتُسبت بوسائل من بينها الجمع بين الحصول الرسمي أو غير الرسمي على تدريب وتعليم وعلى تجربة في العمل أو في الحياة العامة.
ويمكن أن يرجع مديرو الحالات إلى اختبارات المهارات إذا كان واحد أو أكثر من المرافق التالية موجوداً في البلد الأصلي ومستعداً للتعاون مع إطار الإحالة في برنامج إعادة الإدماج:
-
معاهد الاعتراف بالتعلم السابق، وهي توفر تقييماً وشهادة تثبت مؤهلات شخص ما بالاستناد إلى المعايير المهنية، بصرف النظر عن طريقة اكتساب هذه المؤهلات. والتسليم بالتعلّم السابق هام للأشخاص ذاتيي التشغيل الذين يبحثون عن عمل والعاملين الذين يصبون إلى الارتقاء وظيفياً والعاملين في الاقتصاد غير الرسمي الذين يرغبون في الانتقال إلى مواطن عمل رسمية، والمهنيين الذين يرغبون في دخول مسار تعليمي. والاعتراف بالتعلّم السابق هام جداً في سياق هجرة العودة، ذلك أنه يسمح للعاملين بأن يُعترف لهم في بلدهم الأصلي بالمهارات التي اكتسبوها في الخارج.
-
مرافق اختبار المهارات العامة وهي تشمل مراكز التعليم والتدريب في المجالين التقني والمهني. ومرافق اختبار المهارات غالباً ما تستخدم عدة طرق أو استراتيجيات تقييم لقياس أداء الفرد ومؤهلاته ومهاراته. وهي توفر مجموعة واسعة من أساليب الاختبار لمختلف المؤهلات المهنية.
-
دوائر التوظيف العام ووكالات التوظيف الخاص، وهي بشكل عام دوائر تساعد على التقريب بين المرشحين للعمل وأصحاب العمل وتوفر أحياناً خدمات أخرى من قبيل المشورة والتوجيه المهني والدورات الدراسية في مجال البحث عن عمل وما اتصل بذلك من أشكال المشورة المكثفة للأشخاص الذين لديهم صعوبات في الحصول على عمل. وفي البلدان التي تتوافر فيها دوائر التوظيف العام ووكالات التوظيف الخاص وتوفر تقييمات للمهارات في الداخل يجب التفكير في إحالة العائدين الذين يُحتمل بالفعل امتلاكهم للمهارات والمؤهلات اللازمة للمهنة المزمعة في خطة إعادة الإدماج. أما فيما يتصل بالعائدين المؤهلين للعمل فإن تقييم المهارات يجب أن يرتبط بشكل مباشر بعملية المساعدة على الحصول على عمل والتوفيق بين المؤهلات والمناصب التي تتوخاها دوائر التوظيف العام ووكالات التوظيف الخاص.
-
أصحاب العمل الذين يقومون بالتأكد من المهارات أثناء الخدمة ويوفرون التدريب للعائدين يسمحون للعائدين بالعمل في الوظيفة لإثبات مستوى مهاراتهم أو بممارسة الوظيفة بشكل مرخص به محدود. ورهناً بالنظام المحدد في البلد الأصلي قد يُمنح العائد أيضاً ترخيصاً مؤقتاً أو مشروطاً يصبح دائماً متى تم التأكد من مهاراته وأدائه.
وفي حالة عدم وجود أي نوع من أنواع الكيانات المشار إليها أعلاه في البلد الأصلي يتعين على مدير الحالة التنسيق مع منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية ذات الصلة لوضع مسار خدمة وتقييم للمهارات مرتبطين بإطار المؤهلات في البلد الأصلي.
وفي حين أن بعض موفري الخدمات (مثل دوائر التوظيف العام في معظم السياقات) يجرون تقييمات للمهارات مجاناً قد يفرض موفرو خدمات آخرون رسماً يختلف بحسب مقيّم المهارات ونطاق المهارات والمؤهلات المقيّمة.
5.2.2 استقصاء استدامة إعادة الإدماج كأداة للتقييم
تتمثل إحدى طرق إجراء تقييم شامل لحالة إعادة إدماج عائد ما في استخدام أداة استقصاء لقياس استدامة إعادة الإدماج19. ونظام النقاط هذا للقياس يقيّم قدرة العائد على تحقيق إعادة الإدماج المستدامة تمشياً مع الأبعاد الاقتصادي والاجتماعي والنفسي – الاجتماعي (انظر الفرع 3.1 للحصول على تفسير الأبعاد الثلاثة).
واستخدام الاستقصاء في مرحلة التقييم يمكن أن يخدم ثلاثة أغراض مع أنه:
- يوفر نهجاً موحداً وشاملاً لتكييف المساعدة على إعادة الإدماج وفقاً للاحتياجات؛
- يضع مجموعة مشتركة من المؤشرات لإقامة خط أساس مرجعي لرصد مدى تقدم العاملين في إعادة الإدماج المستدامة على مر الزمن؛
- يمكن أن يساعد مديري الحالات على تحديد العائدين الذين قد تكون احتياجاتهم في مجال إعادة الإدماج أعلى لأن العائدين الحاصلين على نقاط أدنى من المحتمل أكثر أن يتطلبوا دعماً ومتابعة أكبر.
عندما تُستخدم الأداة في كامل عملية إعادة الإدماج يمكن أن تُستخدم المعلومات التي تجمّعها للمساعدة على الرد على السؤال التالي: إلى أي مدى بلغ العائدون مستوى إعادة إدماج مستدامة في المجتمعات المحلية التي عادوا إليها؟ ومن الأهمية بمكان ملاحظة أن استخدام استقصاء استدامة إعادة الإدماج كأداة للتقييم لا يحلّ محلّ التقييمات الأخرى (أعلاه) لأنها تظل بحاجة إلى الاستخدام لتحديد مجالات التدخل الخاصة.
فهم نتائج الاستقصاء
يعطي نظام النقاط:
-
تصنيفاً مركباً يتصل بإعادة الإدماج يقيس استدامة إعادة الإدماج إجمالاً وبالتالي يفيد كقياس مرجعي عام؛
-
ثلاث نقاط منفصلة متعلقة بالأبعاد (اقتصادية واجتماعية ونفسية) تقيس استدامة كل بُعد من أبعاد إعادة الإدماج ويمكن أن تُبرز الاختلافات في الوضع والتقدم المحرز بين هذه الأبعاد فضلاً عن المجالات التي قد يكون فيها تقديم المزيد من المساعدة مستصوباً. فمهاجران لهما نقاط إعادة إدماج مركبة متشابهة قد تكون لهما نقاط بُعدية مختلفة جداً، مما يؤشر إلى تجارب واحتياجات مختلفة فيما يتصل بإعادة الإدماج.
للحصول على معلومات أكثر تفصيلاً حول استخدام استقصاء استدامة إعادة الإدماج، بما في ذلك المؤشرات وأداة الاستقصاء، انظر المرفق 4.
استخدام النتائج في إدارة الحالات وتخطيط إعادة الإدماج
تتراوح جميع النقاط بين صفر و1 وبإمكان مديري الحالات استخدام حاسبة لنقاط إعادة الإدماج موجودة في مجموعة المواد من أجل التجهيز التلقائي لردود المستجيبين وحساب نقاط إعادة الإدماج. وبإمكان مديري الحالات بعد ذلك تعديل كثافة إدارة الحالة والمساعدة على إعادة الإدماج: توخّي نهج مكثف يكون مستصوباً بالنسبة للعائدين الذين تقل علامتهم المركبة أو البُعدية عن 0.33. وإذا بلغت العلامة قيماً تتجاوز 0.66 بإمكان مديري الحالات استخدام نهج عدم التدخّل، مع تقديم دعم أخف للمستفيدين عموماً أو في البُعد المحدد لإعادة الإدماج حيث يكون العائد قد حقق علامة عالية. وفهم احتياجات إعادة الإدماج لدى المستفيدين من خلال نظام النقاط هذا يمكن بالتالي أن يمكّن مديري الحالات من تكريس جهودهم وخدماتهم ومواردهم حيثما يحتاج إليها الأمر أكثر.
لا بد من الحذر عند تفسير العلامات التي تعطى للمجيبين الذين لديهم نسبة مئوية عالية من الأجوبة التي تندرج تحت فئة "لا أدري/ لا أرغب في الرد". من الموصى به بالنسبة لجميع المجيبين الذين يستخدمون خيار الرد هذا أكثر من سبع مرات (أكثر من 20 في المائة من المؤشرات)، تسجيل عدد حالات الرد ﺒ "لا أدري/ لا أرغب في الرد" إلى جانب علاماتهم الخاصة بإعادة الإدماج. وسيُبرز ذلك أن العلامة قد تنطوي على درجة أدنى من الدقة.
18 يُعنى هذا الدليل تحديداً بمجموعة فرعية من المهاجرين في حالة ضعف: المهاجرون المعرضون للعنف والاستغلال والاعتداء. وأي استخدام لعبارة "المهاجرون الضعفاء" يجب أن يُفهم على أنه يعني المهاجرين المعرضين للعنف والاستغلال والاعتداء.
19 نظام القياس وُضع بالاستناد إلى استنتاجات مشروع الهجرة المستدامة في منطقة البحر الأبيض المتوسط في إطار المنظمة الدولية للهجرة في عام 2017، الذي موّلته وزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة. وتم اختبار تصميم الاستقصاء من خلال عمل ميداني نوعي وكمي في خمسة بلدان أصل منشأ هي: إثيوبيا، وأفغانستان، والسنغال، والصومال، والعراق. للمزيد من المعلومات، انظر Samuel Hall/IOM, 2017.