الوحدة 4: المساعدة على إعادة الإدماج على المستوى الهيكلي

1.4 مشاركة الجهات المعنية وبناء قدراتها وإمساكها بزمام الأمور

يساهم العمل بشراكة وثيقة مع الجهات الفاعلة والمنظمات الرئيسية على جميع المستويات في استدامة برامج إعادة الإدماج. ويعزز أيضاً تبني مبادرات إعادة الإدماج على الصعيدين الوطني والمحلي. وإشراك الجهات المعنية بشكل استراتيجي في إعادة الإدماج وتطوير قدراتها يحسّن فعالية الأنشطة ويشجع استمرارية تدخلات إعادة الإدماج فيما يتعدى تنفيذ البرامج. وآليات التنسيق المتينة على المستويات الدولي والوطني والمحلي حيوية أيضاً لإعادة الإدماج المستدامة. وهذه التدخلات على المستوى الهيكلي يجب مراعاتها في جميع برامج إعادة الإدماج، مع البدء مبكراً في مرحلة التخطيط والاستمرار طوال مراحل تنفيذ البرامج

ولتعزيز القدرات من أجل إعادة الإدماج المستدامة محلياً ووطنياً يجب أن تعكس المبادرات الهيكلية الاحتياجات والأولويات التي تحددها الحكومة ويحددها المجتمع المدني في البلدان الأصلية. ويمكن أن تشمل هذه الأنواع من التدخلات ما يلي:

  • استخدام وتعزيز القدرات المحلية والوطنية لتوفير الخدمات ذات الصلة بإعادة الإدماج من خلال الدعم التقني والمؤسسي؛

  • تعزيز إنفاذ حقوق العائدين والسكان من غير المهاجرين على حد سواء من خلال تقديم خدمات من نوعية جيدة في المجالات الأساسية من قبيل التعليم والتدريب والصحة والرفاه والدعم النفسي – الاجتماعي والعمل والسكن؛

  • زيادة استدامة تدخلات إعادة الإدماج عن طريق تشجيع تبنيها لدى السلطات المحلية والوطنية وغير ذلك من الجهات المعنية في البلدان الأصلية؛

  • تعزيز أطر السياسات العامة لتشجيع الهجرة المنظمة بشكل جيد (انظر الفرع 3.4).

ومراعاة لهذه الأولويات، من الأهمية بمكان المشاركة مع الجهات المحددة المعنية من خلال نهج مشاركة مكيّف وفق الاحتياجات بهدف وضع استراتيجيات مشتركة لمعالجة احتياجات إعادة الإدماج على المستويات الفردي والمجتمعي والهيكلي.

يقدم هذا الفصل عرضاً مفصلاً للعمل الأساسي مع الجهات المعنية في إعادة الإدماج.

1.1.4   مشاركة الجهات المعنية

2.1.4   بناء القدرات وتعزيزها

3.1.4   إنشاء آليات تنسيق

1.1.4 مشاركة الجهات المعنية

بعد مسح الجهات المعنية الذي يتم أثناء مرحلة التصميم (انظر الفرع 2.4.1)، بالاستناد إلى أهداف برنامج إعادة الإدماج الاستراتيجية واختيار الجهات المعنية ذات الصلة، تحتاج منظمة إعادة الإدماج الرائدة إلى تحديد استراتيجية للمشاركة والتواصل لمختلف مجموعات الجهات المعنية المعينة. واستراتيجيات المشاركة هي وصف لكيفية التقرب من الجهة المعنية وكيفية إدارة العلاقات على مر الزمن. وتحتاج الاستراتيجية إلى تكييف مع ملامح الجهات المعنية المحددة فضلاً عن دورها المرتقب في البرنامج. ويشكل خاص تُعد المشاركة مع السلطات المحلية في مرحلة مبكرة حيوية، بالنظر إلى معرفتها المستفيضة بالخدمات المحلية وصلتها المباشرة بالعائدين ومجتمعاتهم المحلية.

ويمكن تصنيف استراتيجيات المشاركة في ثلاث فئات بحسب مستوى اهتمام الجهة المعنية ببرنامج إعادة الإدماج ومستوى تأثيرها على عملية إعادة الإدماج. وهذه الفئات الثلاث هي:

الشكل 1.4: نموذج مشاركة بالتدرج32 


IMG-Ar-Sh-4

 

  • الإعلام (درجة أولوية دنيا): بالنسبة للجهات المعنية التي لها مستويات منخفضة من النفوذ واهتمام ضئيل بتنفيذ برامج إعادة الإدماج والتي قد لا تكون مهتمة إلا بالحصول على المعلومات عما يحدث، يجب أن تقتصر منظمة إعادة الإدماج الرائدة ببساطة على توفير معلومات دورية عن أهدافها وأنشطتها، مثلاً من خلال حملات التوعية أو المنشورات أو التقارير.

  • الاتصال (درجة أولوية متوسطة): بالنسبة للجهات المعنية التي لها إما مستوى نفوذ عال أو مستوى اهتمام مرتفع ببرنامج إعادة الإدماج، يجب أن تشارك منظمة إعادة الإدماج الرائدة في التواصل في اتجاهين لمساعدتها على تقييم المشاركة. ويجب السعي إلى مشاركتها المستهدفة في أنشطة إعادة الإدماج. والتواصل يمكن أن يكون التنسيق (مع الشركاء الذين بإمكانهم توفير خدمات معينة في مجال إعادة الإدماج) أو توجيه الدعوات لدورات التخطيط (مثل الأنشطة المجتمعية الأساس) أو تحديد أولويات الوصول إلى المعلومات عن برنامج إعادة الإدماج.

  • الإدارة عن كثب (درجة أولوية عالية): بالنسبة للجهات المعنية التي يمكن أن تؤثر إلى حد كبير في عملية إعادة الإدماج والتي لها أيضاً اهتمام كبير بالمشاركة مع منظمة إعادة الإدماج الرائدة، يجب وضع نهج مشاركة مكيّف وفق الاحتياجات. ويمكن أن يتخذ ذلك شكل مذكرة تفاهم أو مشروع إنمائي محلي مشترك مع بلدية محلية، أو شراكة بين القطاعين العام والخاص مع الجهات الفاعلة الخاصة، أو التعاون في مجال البحث مع جامعة محلية، أو عقد اجتماعات دورية لتوحيد العمليات وتحديد مجالات التآزر.

وعند قيام الجهة المعنية بوضع خطط للمشاركة من الأهمية بمكان توقع تصورات الجهة المعنية لبرنامج إعادة الإدماج مسبقاً.

ويرد أدناه استعراض عام لمختلف فئات الجهات المعنية ووظائفها المحتملة:

 

الجدول 1.4: فئات الجهات المعنية ووجاهتها ووظائفها33

الجهة المعنية الوجاهة الوظائف الممكنة
  • السلطات الوطنية
  • الوزارات
  • الوكالات الحكومية
السلطات على المستوى الوطني هي بالأساس جهات معنية لأنها تضع السياسات الوطنية والمبادرات التي توفر الإطار للبرامج المحلية. وهي أساسية لبلورة العلاقات الدولية مع البلدان المضيفة والحكومات الشريكة والمنظمات الدولية.
  • تكييف الإطار التشريعي الوطني؛
  • تخطيط وتنفيذ السياسات والمشاريع الوطنية؛
  • وضع وإدارة وتنسيق المؤسسات والخدمات الوطنية لإدارة العودة وإعادة الإدماج؛
  • إقرار المبادرات؛
  • الاتصال مع الشركاء الدوليين والمحليين؛
  • إدارة الأموال العامة على المستوى الوطني وتوفير التمويل والتوجيه اللازمين للجهات الفاعلة الأخرى؛
  • توفير منصات للتنسيق بين الجهات المعنية المتعددة؛
  • تفويض توفير الخدمات، بما في ذلك للمنظمات الدولية؛
  • بلورة العلاقات الدولية مع المنظمات الدولية والحكومات الأجنبية.
الجهة المعنية الوجاهة الوظائف الممكنة
  • الحكومات على صعيد المقاطعات والحكومات المحلية
  • الجهات المعنية البلدية
  • رابطات البلديات
السلطات المحلية هامة لأنها بإمكانها أن تعمل كجهة وصل بين مختلف الفاعلين المحليين وبين الفاعلين المحليين والفاعلين على المستوى الوطني. وبإمكانها أيضاً أن تقدّم لمحة عن الأولويات المحلية وأن تربط بين دعم إعادة الإدماج وخطط التنمية المحلية القائمة والخدمات المحلية والموارد. وفي بعض الحالات يمكن أن تلعب دوراً في التعاون الثنائي من خلال إنشاء أطر تعاون لا مركزية.
  • تكييف الأطر المحلية أو الإقليمية لأغراض إعادة الإدماج؛
  • تحويل مؤسسات وآليات برمجة إعادة الإدماج إلى سياسات واستراتيجيات محلية؛
  • توفير الخدمات للعائدين؛
  • الاتصال مع الجهات الفاعلة على المستويات دون الوطني والوطني والدولي؛
  • توفير منصات للتنسيق بين الجهات المعنية المتعددة؛
  • تفويض توفير الخدمات؛
  • وضع وتنفيذ خطط التنمية المحلية وتخصيص الموارد لها؛
  • إدارة الأموال العامة المحلية وتعبئة الأموال العامة والخاصة؛
  • تمكين العائدين وتعزيز قدراتهم ودعم إعمال حقوقهم؛
  • دعم إعادة الإدماج في المجالين الاجتماعي – الاقتصادي والنفساني؛
  • تحريك التنمية الاقتصادية المحلية؛
  • القدرة على أن تكون شريكة في الإجراءات ذات الصلة بالبيئة؛
  • تشجيع مشاركة العائدين السياسية؛
  • إقرار المبادرات المحلية.
  • القطاع الخاص
الفاعلون في القطاع الخاص هامون بشكل خاص لإعادة الإدماج الاقتصادي لأنهم أصحاب عمل متبصرون في سوق العمل المحلية. وغالباً ما يكون بإمكانهم الوصول إلى موارد متنوعة لا تكون في جميع الأحوال معبأة لدعم إعادة الإدماج، وبشكل خاص الموارد المالية والخبرة التقنية. (انظر الفرع التالي.)
  • تشغيل العائدين؛
  • جعل سوق العمل مفضية أكثر إلى إعادة إدماج العائدين؛
  • العمل في إطار شراكات بين القطاعين الخاص والعام لدعم إعادة الإدماج؛
  • إقامة شراكات من أجل المشاريع المجتمعية المبتكرة؛
  • وضع مخططات للتمهن الداخلي؛
  • وضع مخططات للتعلم أثناء الخدمة؛
  • إرشاد العائدين؛
  • العمل كجهات شريكة في إذكاء الوعي أو الحملات الإعلامية
الجهة المعنية الوجاهة الوظائف الممكنة
  • المنظمات غير الحكومية
المنظمات غير الحكومية جهات فاعلة هامة وطنياً ومحلياً لأنها تمتلك المعارف والشبكات المحلية الجيدة وبإمكانها تعبئة المجتمعات المحلية ومعالجة المسائل الاجتماعية.
  • التعاون والتشارك لتوفير الدعم للعائدين وتوسيع نطاق الوصول إلى برامج إعادة الإدماج؛
  • بإمكان المنظمات غير الحكومية، وبشكل خاص في المناطق التي لها مستويات مرتفعة من أعداد العائدين والتي يكون فيها لمنظمة إعادة الإدماج الرائدة تواجد أدنى، أن توفر الدعم الاقتصادي والاجتماعي والنفسي إذا ما توفّرت القدرة على ذلك؛
  • استخدام الشبكات المجتمعية القائمة؛
  • تقديم خدمات محددة لأغراض إعادة إدماج العائدين اقتصادياً واجتماعياً ونفسياً؛
  • امتلاك مجالات خبرة محددة من قبيل التكيف مع تغير المناخ أو إدارة البيئة؛
  • • إقامة الشراكات بشأن المناصرة وإذكاء الوعي والحملات الإعلامية.
  • منظمات الشتات
يمكن أن تكون منظمات الشتات هامة لأنها تفهم تجارب الهجرة وبإمكانها الوصول إلى الموارد والمعارف الثقافية في كل من البلدان المضيفة وبلدان المنشأ. وهي تمتلك عادة شبكات اجتماعية قائمة في البلدان المضيفة وفي بلدان المنشأ لتعبئة دعم إعادة الإدماج. (للمزيد من المعلومات انظر ما يرد أدناه في هذا الفرع.)
  • توفير المعلومات عن سياق العودة لتشجيع مشاركة العائدين في المشاريع المجتمعية التي يمولها الشتات بالفعل؛
  • التخفيف من "الصدمة" التي يواجهها العائدون بإقامة شبكات اجتماعية واقتصادية للعائدين قبل وصولهم وبعده؛
  • إقامة شراكة من أجل تعزيز دعم العائدين في البلدان الأصلية، مثلاً من خلال الاستثمار في الأنشطة الجماعية المدرة للدخل.
  • جمعيات المهاجرين
جمعيات المهاجرين وغيرها من الجمعيات يمكن أن تكون هامة لأنها تفهم تجربة الهجرة وقد تكون مروّجة بالفعل لإعادة الإدماج، وإن كان ذلك بشكل غير مباشر، من خلال مشاريعها.
  • وضع المشاريع والمبادرات التي يمكن أن تكون لها وجاهة بالنسبة للعائدين؛
  • مساعدة العائدين عن طريق مدهم بالمعلومات عن تدابير الدعم المحلية؛
  • إقامة شراكة من أجل المناصرة وإذكاء الوعي والحملات الإعلامية؛
  • توفير التوجيهات من أجل إعادة إدماج العائدين الاجتماعية – النفسية بالاستناد إلى تجربة الأفراد الشخصية.
الجهة المعنية الوجاهة الوظائف الممكنة
  • المنظمات الدولية
  • الحكومات الأجنبية
  • أطراف ثالثة أخرى
يمكن أن تكون المنظمات الدولية والجهات المانحة والحكومات الأجنبية جهات معنية هامة لأنها تسهم وتتقدم بتوصيات من أجل وضع أطر وطنية وتقيّمها وتقوم ببرمجتها وبإمكانها الوصول إلى الموارد والخبرة التقنية.
  • ربط برمجة إعادة الإدماج بمشاريع التنمية الأخرى في الإقليم المحلي؛
  • إدماج برامج إعادة الإدماج في الآليات والأطر القائمة للتنسيق فيما بين الجهات المعنية (أطر الأمم المتحدة للمساعدة الإنمائية)؛
  • إثراء تحليل الأوضاع عن طريق تقاسم المعلومات عن المحيط العام المحلي (الجهات المعنية، والعمليات، والديناميات الاجتماعية – الاقتصادية، وما إلى ذلك)؛
  • إدراج البرامج في نظمها للإحالة لأغراض الخدمات ذات الصلة بإعادة إدماج العائدين الاقتصادية والاجتماعية - النفسية؛
  • إقامة شراكة من أجل المناصرة وإذكاء الوعي والحملات الإعلامية.
  • الأوساط الأكاديمية
يمكن أن تكون الأوساط الأكاديمية شريكاً مفيداً لأن المؤسسات الأكاديمية قد قامت أو يمكن أن تقوم بالبحث والتحليل في السياق المحلي. ولها أيضاً الخبرة التقنية والمرافق اللازمة.
  • دعم البحث والتحليل اللذين تقوم عليهما برمجة إعادة الإدماج من قبيل تقييمات سوق العمل؛
  • تيسير إعادة إدماج العائدين الشبان الذين لهم مستوى تعليم ثانوي أعلى؛
  • توفير دروس في اللغة.

رصد نتائج مشاركة الجهات المعنية يمكن أن تعطي لمحة عن كيفية تعديل نهج وأساليب المشاركة. ويجب أن يقوم الرصد على موجز من شواغل وانتظارات وتصورات الجهات المعنية المسجلة وموجز للمناقشات، وقائمة بالنواتج المشتركة (القرارات والإجراءات والمقترحات والتوصيات) المتفق عليها أثناء المحادثات الاستطلاعية الأولية. وبعد مرور بضعة أشهر على الاتفاق الأولي وبعد ملاحظة أية تغييرات ذات شأن يتم تقييم التقدم المحرز في طريق تحقيق هذه النواتج المشتركة وتعديل نهج مشاركة الجهات المعنية عندما لا يكون التقدم المحرز كافياً.

ورهناً بنوع العلاقة المزمعة مع كيان معين يجب التفكير في إضفاء الصبغة الرسمية على الشراكة مع الجهة المعنية. وكيفية إضفاء الصبغة الرسمية تتوقف على نوع الجهة المعنية. والشراكات مع موفري الخدمات عادة ما يكون لمنظمة إعادة الإدماج الرائدة اتفاق طويل الأجل مبرم معها في حين أن الشراكات مع السلطات الوطنية والمحلية عادة ما تُضفى عليها الصبغة الرسمية من خلال مذكرات تفاهم.

Created with Sketch.  

تكون لدى الجهات المعنية أولويات ينافس بعضها البعض أو موارد محدودة وقد لا تكون نتيجة لذلك قادرة على المشاركة كما تتوخى ذلك منظمة إعادة الإدماج الرائدة. لكن يمكن أن يتغير ذلك على مر الزمن. ومن الهام بالتالي البقاء على اتصال بالجهات المعنية، حتى إذا كانت في البداية غير قادرة على دعم برمجة إعادة الإدماج. واهتمامها بالمشاركة يمكن أن يتغيّر بمر الزمن.

وعند بحث الجهات المعنية الوجيهة لبرامج إعادة الإدماج قد يحصل أحياناً إهمال أدوار القطاع الخاص ومنظمات الشتات. غير أن هذه الجهات الفاعلة يمكن أن تلعب دوراً هاماً في دعم نواتج إعادة الإدماج دولياً ووطنياً ومحلياً.

 

مشاركة القطاع الخاص

يمكن أن تولد الشراكات بين القطاعين الخاص والعام فرصاً لكسب الرزق بالنسبة للعائدين وأفراد المجتمع المحلي ويمكن أن تدعم إعادة إدماجهم الاجتماعي. ويمكن أن تشمل المبادرات بين القطاعين الخاص والعام إذكاء الوعي بخصوص تجارب العائدين أو تشغيلهم أو تدريبهم وتمهنهم أو منحهم فرص التدريب الداخلي.

وكيانات القطاع الخاص يمكن أن تستفيد بشكل عام من إعادة إدماج العائدين. فبإمكانها استخدام القوة العاملة التي يوفرها العائدون ومهاراتهم؛ ويمكن أن تستفيد من الحوافز المالية لتشغيل العائدين أو تدريبهم؛ ويمكن أن تُكسب مزيداً من وضوح الرؤية في الجهود فيما يتصل بالمسؤولية الاجتماعية للشركات.

الشركات التي تعمل في بلد أصلي يمكن أن تلتمس ملامح مهارات محددة لا تكون متواجدة في صفوف السكان المحليين. ويمكن أن تكون هذه الشركات مهتمة بتشجيع تشغيل العائدين المحتملين في البلد الأصلي، ولا سيما إذا كان هؤلاء العائدون يمتلكون المهارات المناسبة المكتسبة في البلد المضيف. وأياً كانت الدوافع لتشغيل العائدين من المهم مواءمة مهارات العائدين واحتياجاتهم ومصالحهم مع احتياجات الشركات فيما يتصل بالمهارات والمؤهلات اللازمة (انظر أيضاً الفرع 4.2 فيما يتعلق بخطط إعادة الإدماج الاقتصادية المستهدفة).

وعلاوة على الخدمة كمشغل محتمل للعائدين بإمكان القطاع الخاص أن يقدم إسهامات إيجابية أخرى في برامج إعادة الإدماج. مثلاً يمكن أن يلعب القطاع الخاص دوراً هاماً في دعم وإقامة برامج لتطوير المهارات موجهة نحو الطلب أو عن طريق المصادقة على المهارات التي يكون العائدون قد اكتسبوها في الخارج. وللمزيد من التفاصيل عن الأنشطة الممكن القيام بها مع القطاع الخاص، انظر الجدول 3.4. ويمكن أحياناً أن توفر السلطات المحلية استعراضاً أولياً للجهات الفاعلة الخاصة المحلية التي تشارك بالفعل في أنشطة لها صلة ببرمجة إعادة الإدماج.

وعند الدخول في شراكات مع كيانات القطاع الخاص يجب التأكد من أن الشركاء في القطاع الخاص مهتمون حقاً بمشاركة العائدين وأن هناك علاقة ثقة بين الشركاء. وتفادياً لسوء المواءمة في النهج الذي يتوخاه كيان القطاع الخاص فيما يتصل بأهداف برنامج إعادة الإدماج، يحتاج الأمر إلى توجيه نظر أي شريك محتمل إلى الأهداف والغايات والمعايير بشكل واضح.

يبين الجدول 2.4 كيفية وضع استراتيجية لإشراك القطاع الخاص تدريجياً.

الجدول 2.4: وضع استراتيجية لإشراك القطاع الخاص34

الخطوة الوصف
  • تحديد مهارات وتحديات واحتياجات العائدين العامة
البناء على تقييمات المهارات والاحتياجات وطموحات العائدين وتحديد ما إذا كان يجب أن يكون التركيز على التشغيل أو التدريب المهني أو الدعم العيني أو المشورة.
  • تحديد وتقييم استراتيجيات مشاركة القطاع الخاص القائمة
مسح استراتيجيات مشاركة القطاع الخاص القائمة داخل المنظمة واستراتيجيات الشركاء وتقييم ما إذا كانت تتماشى مع أهداف التدخلات الاقتصادية المزمعة. وإذا كانت هناك استراتيجيات قائمة ملائمة يجب العمل على إدراج إعادة الإدماج فيها عوضاً عن إقامة استراتيجيات منفصلة.
  • تحديد الشركات ذات الصلة
تحديد الشركات التي يمكن أن تدعم إعادة إدماج العائدين عن طريق تلبية الاحتياجات المحددة (من قبيل توفير العمل والتدريب الداخلي أو التمهّن).
  • تحديد آليات المواءمة القائمة
تحديد آليات الإحالة والمواءمة الدولية والوطنية والمحلية القائمة بين الباحثين عن عمل وكيانات القطاع الخاص (دوائر التشغيل العام أو الخاص، ومعاهد تقييم المهارات، والمسارات الخاصة نحو الاعتراف بالمهارات، والتعلم السابق).
  • وضع وتنفيذ خارطة طريق لإشراك القطاع الخاص
وضع خارطة طريق لإشراك القطاع الخاص تعكس أولويات المشاريع. ويمكن أن يمتد الإشراك من توعية الكيانات الخاصة بالحاجة إلى دعم إعادة إدماج العائدين الاجتماعية – الاقتصادية إلى تقديم الإعانات أو الحوافز لإدماج العائدين (المشاركة في تمويل الأجور في الأجل القصير والتشارك في دفع تكاليف فرص التمهن، وما إلى ذلك). (انظر الفرع 4.2)
  • الرصد والتقييم
تقييم تأثير إشراك القطاع الخاص على إعادة إدماج المستفيدين الاجتماعية – الاقتصادية، بالاستناد إلى المؤشرات الأساسية.

وقد يكون لبعض البلدان الأصلية نظم محلية أو وطنية للمواءمة فيما يتصل بمواطن الشغل، ولو أنها قد لا تكون عملية تماماً. وفي حالة عدم وجود أية آليات مواءمة وطنية أو محلية يمكن التفكير في وضع قاعدة بيانات للباحثين عن عمل إذا كانت موارد برمجة إعادة الإدماج كافية. ونظراً لطابع هذا النوع من التدخلات الكثيف الاستخدام للموارد، يمكن إقامة شراكات مع منظمات أو مؤسسات أخرى والتشجيع على وضع ترتيبات للتمويل المشترك.

الجدول 3.4 (أدناه) يعطي لمحة عامة على الكيفية التي يمكن بها لمختلف أنواع شراكات القطاع الخاص أن تعالج تحديات محددة تواجهها الهجرة العائدة.

 

الجدول 3.4: تحديات إعادة الإدماج التي يمكن مواجهتها من خلال شراكات القطاع الخاص 35

التحديات الجهات الفاعلة في القطاع الخاص نوع المبادرة/ الشراكة تعليقات/ أمثلة
فرص غير كافية لوصول العائدين إلى مواطِن الشغل في القطاع الخاص
  • أصحاب العمل
  • مِنح إعادة إدماج العائدين
  • حوافز مالية
  • مخططات النقد لقاء العمل
  • برامج الإرشاد
  • وضع وتكييف مدونات قواعد السلوك
  • توفير الإعانات/ الحوافز لإدماج العائدين (تمويل الأجور المشترك في الأجل القصير، والنقد لقاء العمل؛ والتشارك في دفع تكاليف التمهن أو التدرّب الداخلي)؛
  • بإمكان السلطات المحلية إصدار مكافآت أو مدونات قواعد سلوك تعطي أصحاب العمل الناجحين في إعادة إدماج العائدين شيئاً من الإشهار أو مكانة معيّنة.
قلة المهارات الموثّقة
  • أصحاب العمل في القطاعات ذات الصلة
  • مراكز التدريب على المهارات
  • مخططات التمهّن
  • مخططات التعلّم أثناء الخدمة
  • تطوير المهارات والمصادقة عليها يمكن تحقيقهما من خلال تقديم الإعانات لمخططات التمهن والتعلم أثناء الخدمة المتفقة مع معايير المهارات الوطنية في البلد الأصلي.
الاستياء في مجتمعات العودة المحلية
  • قطاع الاتصال
  • حملات إعلامية مشتركة
  • قصص إعادة الإدماج الناجحة العائدة بنتائج إيجابية على المجتمع المحلي يمكن أن تكون قيمة مضافة بالنسبة للحملة.
 

التعاون مع الشتات

يُعد الشتات في البلدان المضيفة مرجعاً هاماً لبرمجة إعادة الإدماج ويمكن أن يساهم في نجاح الشراكات المحلية. ويمكن أن تكون مجتمعات الشتات جسراً يربط بين البلد الأصلي والبلد المضيف لأنها عادة ما يكون لديها فهم للغة وثقافة بعضها البعض. وفي نفس الوقت فإن معارف المجتمعات المحلية وروابطها العاطفية بالبلد الأصلي يضعها في وضع ملائم للاستثمار هناك. ولرفع مستوى قدرة الشتات المحتملة في الخارج على مزيد برمجة إعادة الإدماج (والتنمية الاجتماعية – الاقتصادية بشكل أعم) في البلدان الأصلية بإمكان منظمة إعادة الإدماج الرائدة أن تساعد الجهات المعنية في البلد الأصلي بإقامة الروابط مع الشتات. وبإمكان منظمة إعادة الإدماج الرائدة أيضاً أن تساعد على التوفيق بين مبادرات الشتات وأولويات إعادة الإدماج والتنمية المحلية (انظر الجدول 4.4 أدناه).

الجدول 4.4: دعم السلطات في البلد الأصلي

الإجراء أنشطة منظمة إعادة الإدماج الرائدة
مسح الشتات
  •  مساعدة الجهات المعنية في البلد الأصلي على القيام بعملية مسح شامل للشتات. ويجب أن يحيط النموذج بملامح الشتات الديموغرافية والاجتماعية – الاقتصادية ومتانة وطبيعة الروابط مع البلد الأصلي والمساهمات الاجتماعية – الاقتصادية في الماضي والحاضر وخصائص العلاقات الثنائية بين البلد الأصلي والبلدان التي تعيش فيها جالية الشتات.
تحديد جاليات الشتات ذات الأولوية
  • دعم تحديد جاليات الشتات ذات الأولوية في بلدان مختارة بالاستناد إلى حجمها الديموغرافي ومشاركتها الماضية والحاضرة في التنمية الاجتماعية – الاقتصادية في البلد الأصلي وطبيعة ومتانة العلاقات الثنائية بين بلدان الشتات والبلد الأصلي.
وضع استراتيجيات مشاركة جاليات الشتات
  • دعم وضع استراتيجيات للبلد الأصلي بشأن المشاركة الفعلية مع مجموعة الشتات ذات الأولوية:
    • النظر في إشراك جاليات الشتات في عمليات الحوكمة ذات الصلة بالهجرة وبرمجة إعادة الإدماج، بما في ذلك المشاركة في مجالس الإدارة أو المجموعات فيما بين الوكالات لتعزيز الروابط مع المجتمعات الأصلية؛
    • خلق حوافز أو تصميم تدابير ضريبية وتنظيمية مكيفة وفق الاحتياجات لتشجيع استثمار جاليات الشتات في مشاريع إعادة الإدماج في البلد الأصلي؛
    • تشجيع المشاركة السياسية في البلد الأصلي؛
    • تشجيع الشراكات من أجل توفير الخدمات في البلد الأصلي؛
    • إشراك الوزارات أو الوكالات والسفارات ذات الصلة.
تنفيذ استراتيجيات إشراك جاليات الشتات
  •  مساعدة البلدان الأصلية على تنفيذ استراتيجية إشراك الشتات عن طريق تيسير الحوار والتبادل من خلال مكاتب العودة وإعادة الإدماج في البلدان المضيفة.
رصد وتقييم مشاركة جاليات الشتات
  • القيام بشكل مستمر برصد وتقييم فعالية استراتيجيات مشاركة الشتات بشأن مشاريع إعادة الإدماج وإدخال التعديلات المناسبة على استراتيجية المشاركة.

قد لا يكون في جميع الأحوال للبلدان الأصلية مخططات أو حوافز محددة قائمة لتشجيع الشتات على الاستثمار. وبما أن استثمار أصحاب المشاريع والمؤسسات من الشتات يمكن أن يكون مصدراً هاماً للاستثمار الأجنبي فإنه يمكن لمنظمة إعادة الإدماج الرائدة أن تحفّز السلطات الوطنية والمحلية من أجل تطوير نماذج استثمار الشتات التي ترفع مستوى مدخرات المهاجرين لأغراض التنمية الاقتصادية المحلية في البلد الأصلي وتدعم إعادة إدماج العائدين المستدامة. ويمكن أن تشمل الأفكار المبدعة الممكنة تيسير الشراكات القانونية والمالية والتنظيمية بين مديري المشاريع في الشتات والعائدين وغير ذلك من المديرين التنفيذيين للمشاريع التجارية في البلد الأصلي في ظل إطار تنظيمي واضح. ويمكن أن يقلل ذلك من أوجه عدم تناسق المعلومات وعدم اليقين وتكاليف المعاملات وبالتالي بإمكانه أن يعزز حوافز الاستثمار.

وبإمكان سلطات البلد الأصلي أيضاً أن تفكر في إنشاء آليات يمكن بها للحكومات الوطنية والمحلية أن تكمّل مساهمات أفراد الشتات أو العائدين لتمويل مشاريع التنمية المحلية المجتمعية الأساس. ورهناً باستعداد المستثمرين في الشتات للاستثمار ورهناً بالحواجز المحلية المحتملة أمام الاستثمار، يمكن للحكومة أن تفكر أيضاً في إصدار ضمانات أمنية لمستثمرين معينين (مثل الشراكات لتوفير الخدمات في المناطق ذات الأعداد المرتفعة من العائدين؛ وخلق فرص العمل للعائدين والسكان المحليين من غير المهاجرين) لزيادة حفز استثمارات الشتات.

2.1.4 بناء القدرات وتعزيزها

يشمل بناء القدرات لأغراض برامج إعادة الإدماج تعزيز المهارات والهياكل والعمليات والموارد لدى الجهات المعنية الرئيسية كيما يتسنى لها تيسير إعادة إدماج العائدين بشكل مستدام. ويمكن أن يستهدف بناء القدرات أي جهة معنية (دولية أو وطنية أو محلية) تلعب دوراً هاماً في دعم إعادة الإدماج. ويستخدم بناء القدرات أفضل ما تُستخدم عندما تكون هناك جهات معنية متحمسة لدعم إعادة الإدماج ولكن يتبيّن لها وجود ثغرات محددة من حيث القدرات.

ويمكن أن يشمل بناء وتعزيز القدرات الأنشطة التالية، التي غالباً ما تتم بشراكة مع السلطات والمنظمات الوطنية والمحلية:

  • بناء وتعزيز الهياكل والعمليات وآليات التنسيق وآليات الإحالة لأغراض إعادة الإدماج المستدامة؛

  • مساعدة المؤسسات الوطنية على تحليل المؤشرات الوطنية لرصد إعادة الإدماج وإدراج المؤشرات في أطر أو سع للهجرة ورصد التنمية؛

  • قيام وكالات التدريب والتوجيه الحكومية المحلية والوطنية، وموفري الخدمات، والشركاء في التنفيذ، بتوفير الخدمات للمستفيدين بطريقة محددة الأهداف وميسورة ومنصفة، تمشياً مع ولاياتها؛

  • توفير الأموال أو الدعم العيني للمعدات أو البنى التحتية أو الموظفين الإضافيين لدعم توفير الخدمات أو تنسيقها؛

  • تحسين تنسيق إدارة إعادة الإدماج بين الجهات الفاعلة الدولية والوطنية والمحلية؛

  • مساعدة الحكومات المحلية على تطوير أو تعزيز قدراتها لتحليل مسائل العودة وإعادة الإدماج في سياق الهجرة والتنمية الأوسع، وتحديد وتفصيل الأولويات؛

  • دعم السلطات المحلية في التعاون مع المجتمع المدني.

يجب إدماج بناء وتعزيز القدرات في جميع مراحل برنامج إعادة الإدماج ويجب عدم اعتبارهما نشاطاً متصلاً لمرة واحدة. ويجب أن تتعاون السلطات الوطنية والمحلية في البلد الأصلي تعاوناً وثيقاً مع منظمة إعادة الإدماج الرائدة للتأكد من أخذ خطط بناء القدرات القائمة في الحسبان ومن أن هياكل التنسيق القائمة على مختلف مستويات الحكومة فعالة.

(انظر دراسة الحالة 13 أدناه للاطلاع على مثال لكيفية عمل المنظمة الدولية للهجرة مع السلطات في جورجيا لتعزيز المشورة في مجال العمل الموجهة نحو العائدين والمشردين في الداخل). 

Created with Sketch.  دراسة الحالة 13:

  التشغيل والمشورة في جورجيا

إن قلة المعارف في البلدان الأصلية بخصوص فرص التشغيل والقطاعات الواعدة يُعرض للخطر الجهود الرامية إلى الاستجابة بشكل ملائم لاحتياجات سوق العمل ويعرقل وصول طالبي العمل إلى فرص العمل.

وبتنسيق مع السلطات المحلية أعاد مكتب المنظمة الدولية للهجرة في جورجيا رسم وتوسيع شبكة خدمات دعم التشغيل عن طريق فتح مراكز جديدة للتشغيل والمشورة ذات الصلة بالعمل في ست مناطق استراتيجية يقيم بها العديدون من المشردين في الداخل والعائدين.

وشملت مرحلة بداية هذا العمل تقييم سوق العمل وتشييد مراكز المشورة وتوظيف وتدريب الموظفين المحليين للعمل كمستشارين في مجال العمل. وشرعت مراكز التشغيل والمشورة، ما أن تم إنشاؤها، في توفير دورات توعية إعلامية وتطوير خطط المسار المهني الفردية

وتشمل أنشطة التوعية تنظيم معارض فرص العمل (المنظمة في العديد من الأماكن لزيادة نطاق تغطيتها). وتوفر هذه المعارض معلومات عن احتياجات السوق وعن الدعم المتوافر لإطلاق المشاريع الناشئة والتدريب المهني والتوظيف الذاتي والتشغيل. وبإمكان الباحثين عن عمل تسجيل أنفسهم في قاعدة بيانات لمواءمة ملفاتهم الشخصية مع احتياجات أصحاب العمل. وقاعدة البيانات هذه تسهّل أيضاً المتابعة. وبالإضافة إلى ذلك بإمكان المستفيدين المرور عبر تقييمات الاحتياجات الفردية التي يمكن بعدها توجيههم نحو فرص التدريب المهني أو الشواغر الموجودة.

ولتكميل خدمات مراكز التشغيل والمشورة دعم مكتب المنظمة الدولية للهجرة بجورجيا جهود السلطات الوطنية الرامية إلى تعزيز إمكانية تشغيل الباحثين عن عمل عن طريق تصميم برامج تدريب مهني جديدة للقطاعات عالية الطلب وتدريب الموظفين وترميم مختلف أماكن التدريب وتجهيزها بالمعدات.

وكانت مراكز التشغيل والمشورة تديرها في الأصل المنظمة الدولية للهجرة ولكن الجهة التي تديرها الآن هي وزارة الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية.

Created with Sketch. نصائح للنجاح
  • نشر مراكز التشغيل في الأوساط التي يكون فيها قطاع التشغيل الرسمي حيوياً أو متنامياً.
  • تدريب موظفي مراكز التشغيل والمشورة للتفاعل مع الباحثين عن عمل وإبقائهم على وعي بديناميكا السوق المحلية وفرص التدريب والقطاعات الواعدة.

يقدم الجدول 5.4 أدناه لمحة عامة على كيفية إمكانية إدماج تطوير القدرات في مختلف مراحل دورة البرمجة.

الجدول5.4: إدماج تطوير القدرات في برمجة إعادة الإدماج 36

المرحلة أنشطة بناء القدرات
تحليل الوضع
  • استخدام تحليل الوضع (انظر الفرع 2.4.1) لإجراء تقييمات الجهات المعنية وتحديد الثغرات القائمة في مجال القدرات؛
  • تحديد الجهات المعنية المحلية والوطنية التي يمكن أن تدعم أنشطة تطوير القدرات؛
  • مسح استراتيجيات بناء القدرات القائمة واستكشاف سبل إدماج الأهداف ذات الصلة بإعادة الإدماج في المبادرات القائمة عوضاً عن وضع برامج بناء قدرات مستقلة قائمة بذاتها.
الأهداف والأولويات الاستراتيجية
  • تحديد أولوية الثغرات والقدرات ذات الصلة بإعادة الإدماج؛
  • بالاستناد إلى هذه الثغرات تطوير مبادرات بناء القدرات؛
  • التوفيق، متى أمكن ذلك، بين النتائج والأولويات الوطنية والمحلية القائمة.
استراتيجية بناء القدرات
  • وضع خطة لبناء القدرات تلخص نتائج تقييم القدرات وتسرد جميع الأولويات المحددة (انظر أدناه للمزيد من التفاصيل).
تنفيذ خطة تطوير القدرات
  • متابعة خطة تطوير القدرات وإبلاغ الجهات المعنية بالتقدم المحرز؛
  • تنفيذ خطة تطوير القدرات.
الرصد والتقييم
  • تطوير القدرة على جمع وتجهيز وتحليل ونشر البيانات المتعلقة بالعودة وإعادة الإدماج؛
  • إدراج مؤشرات في إطار الرصد والتقييم لقياس التقدم المحرز بشأن تطوير القدرات في مجالي العودة وإعادة الإدماج.

بالاستناد إلى تحليل الوضع ونتائج برنامج إعادة الإدماج يتعين على منظمة إعادة الإدماج الرائدة وضع استراتيجية لبناء القدرات تأخذ الأسئلة التالية بعين الاعتبار.

  • السياق الاجتماعي – السياسي: ما هي العوامل الاجتماعية – السياسية التي تشكل تحديات لتنفيذ برمجة إعادة الإدماج (من قبيل قدرة المجتمع المحلي على التكيف والمناخ السياسي وما إلى ذلك)؟ ما هي مسائل إعادة الإدماج والهجرة ذات الأولوية؟
  • السياق المؤسسي: ما هي الأطر المؤسسية والسياساتية التي تبلور أدوار الجهات المعنية؟ كيف تؤثر قرارات الجهات المعنية الرئيسية على سياسة وبرمجة العودة وإعادة الإدماج؟
  • سياق القدرات: ما هي احتياجات الجهات المعنية والثغرات القائمة في قدراتها؟ ما هي الجهات التي تمتلك أفضل من غيرها المعرفة بممارسات إعادة الإدماج الجيدة في البلد الأصلي؟ ما هي الموارد الموضوعة تحت تصرف الجهات المعنية لتوفير دعم طويل الأجل لبرامج إعادة الإدماج؟
  • التنسيق والمساءلة: كيف يمكن أن يزيد بناء القدرات من قدرة الجهات المعنية إلى أقصى حد باستخدام نظم التنسيق والمعلومات القائمة والاستفادة منها؟
  • الموارد: ما هي الموارد المتاحة لتيسير بناء القدرات ودعم إعادة الإدماج المستدامة بالنسبة لكل جهة من الجهات المعنية؟

تحدد استراتيجية بناء القدرات وتقرر أولويات الأنشطة القائمة على الأدلة والموجهة نحو تحقيق الأهداف. وتساهم الاستراتيجية بشكل فعال في معالجة احتياجات وأهداف الجهات المعنية تمشياً مع أهداف برنامج إعادة الإدماج.

وتمكن الاستراتيجية من وضع خطة عمل وبإمكانها أن تساعد المهنيين على قرار الأنشطة التي ستساهم بشكل ملموس في تحقيق الأهداف الإجمالية لبرنامج إعادة الإدماج والنهوض بأهداف جميع الأطراف.

ويمكن أن يرمي بناء القدرات إلى تعزيز الأمور المادية (الأصول والاختصاصات التقنية والإطار التنظيمي) أو غير المادية (المهارات الاجتماعية والخبرة والثقافة المؤسسية) في مؤسسة ما أو لدى الجهات المعنية، كما يرد بيان ذلك في الجدول 6.4 أدناه:

الجدول 6.4: أمثلة لأنشطة بناء وتعزيز القدرات

الأمور المادية الأمور غير المادية
  •  دعم وضع السياسات والاستراتيجيات والبرامج الوطنية والمحلية التي يمكن أن تُدرج فيها إعادة الإدماج والعودة.
  • توفير دورات دراسية مشتركة أو خاصة بمؤسسات معينة لتعزيز قدرات ومعارف الموظفين العموميين أو الموظفين أو المديرين.
  • القيام، حيثما تتواجد أعداد كبيرة من العائدين، بدعم تطوير آليات التنسيق فيما بين المؤسسات (الاتفاقات فيما بين الوكالات، ومذكرات التفاهم، وإنشاء لجنة توجيهية) للجهات الفاعلة الوطنية والمحلية ذات الصلة المعنية بالعودة وإعادة الإدماج.
  • توفير موارد اقتصادية موجهة ومحددة الهدف حيثما كان ذلك وجيهاً لإدراج العائدين في مجموعة خدمات موفري الخدمات القائمين وشركاء التنفيذ الموجودين.
  • تقديم الدعم التقني لتنقيح إجراءات ولوائح التشغيل الموحدة.
  • دعم اجتماعات السلطات الحكومية وموفري الخدمات ومنظمات المجتمع المدني وكيانات القطاع الخاص وغير ذلك من الجهات الفاعلة ذات الصلة لاستكشاف سبل تحسين التنسيق والتعاون بين الجهات المعنية ولتعزيز الروابط غير الرسمية بين الجهات الفاعلة.
  • تصميم وتنفيذ البرامج لدعم المهارات الاجتماعية للموظفين العاملين مع العائدين ولتعزيز التماسك الاجتماعي.
  • توفير المواد والتدريب لتعزيز القيم التنظيمية والثقافة المؤسسية وحفز الموظفين فيما يتصل بمسائل العودة وإعادة الإدماج الرئيسية.

على الصعيدين دون الوطني والمحلي (مثل البلدية أو المجتمع المحلي)، لا بد من تنفيذ بناء القدرات لخلق تأثير أكبر على إعادة الإدماج ولتحسين توفير الخدمات، بما في ذلك بطرق تعود بالنفع على السكان المحليين من غير المهاجرين. وعند العمل على القدرات المحلية لدعم إعادة الإدماج يجب أن يشمل ذلك النهج المتعدد الجهات الفاعلة الذي يشارك فيه كل من السلطات المحلية والجهات الفاعلة في القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني بشكل نشط في كل مرحلة من المراحل العملية. وبناء القدرات، بهذا المعنى، يمكن أن يعزز السلطات المحلية وغيرها من الجهات المعنية الأخرى بإدراج دعم إعادة الإدماج في مناطقها عن طريق: ‘1‘ دعم التوفير المحلي للخدمات في المناطق ذات معدلات العودة المرتفعة، ‘2‘ تشجيع التعاون المركزي، ‘3‘ التقدم بطلب للحصول على الأموال من الصناديق الوطنية والدولية الوثيقة الصلة، ‘4‘ تعزيز آليات التنسيق فيما بين الجهات الفاعلة المحلية وفيما بين النظراء المحليين والوطنيين والدوليين. (انظر دراسة الحالة 14 أدناه التي تتضمن مثالاً عن بناء القدرات المحلية في جمهورية صربيا.).

Created with Sketch.  دراسة الحالة 14:

  بناء القدرات وإدارة إعادة الإدماج في جمهورية صربيا

بعد مرور عشرة أيام على اندلاع الحرب في يوغوسلافيا السابقة، شجعت جمهورية صربيا مواطنيها في الخارج على العودة إلى بلدهم. وتحقيقاً تلك الغاية دعمت المنظمة الدولية للهجرة السلطات الوطنية لتكييف خطط عملها الوطنية القائمة للاجئين من يوغوسلافيا السابقة والمشردين في الداخل لكي تشمل احتياجات العائدين إلى صربيا، في الفترة ما بين 2001 و2012.

واحتاج مكتب المنظمة الدولية للهجرة في صربيا، بتنسيق مع المفوضية الصربية للاجئين والمهاجرين، إلى إقامة جسور بين خطط العمل القائمة والاحتياجات المحلية. ومن خلال التوجيهات على المستوى الوطني أنشئت مجالس هجرة محلية كجهات نظيرة ملائمة للحوار السياسي على المستوى المحلي.

وبناءً على ذلك قام مكتب المنظمة الدولية للهجرة بصربيا بتوجيه وإرشاد البلديات المحلية لإجراء تقييمها وتحديد احتياجاتها الخاصة إلى جانب مسح خدمات السكن وسبل كسب الرزق. ومن خلال عملية تشاورية مع بلديات محلية محددة قدمت المنظمة الدولية للهجرة مساعدة تقنية لتحديث وتوسيع نطاق خطط العمل المحلية لتشمل المواطنين العائدين المسجلين. ولتنسيق التدابير المحلية التي تستخدمها مختلف البلديات جمّعت البلديات المجاورة خطط العمل الوطنية وتم تنظيم تبادل للخبرات على نطاق البلد.

Created with Sketch. نصائح للنجاح
  • تشجيع الإرادة السياسية والاعتراف من جانب المجتمعات المحلية لأنّ ذلك يمكن أن ييسر سير الأنشطة.

3.1.4 إنشاء آليات تنسيق

يحتاج الأمر إلى آلية فعالة لتنسيق أنشطة الجهات الفاعلة الحكومية وموفري الخدمات من قبيل دوائر التشغيل العامة والخاصة، ومعاهد التعليم والتدريب التقنيين والمهنيين، ومراكز دعم تطوير المشاريع، والمؤسسات التعليمية، وموفري الرعاية الصحية، ومنظمات المجتمع المدني. والتنسيق المتين يدعم برمجة إعادة الإدماج الفعالة والمستدامة. ورهناً بسياق ونطاق برنامج إعادة الإدماج يمكن أن تكون آليات التنسيق إما دولية أو وطنية أو محلية.

وفي معظم السياقات من المحتمل أن يكون نوع ما من أشكال قدرات التنسيق الحكومية موجوداً بالفعل. غير أنه قد يكون مشتتاً بين مختلف المكاتب والوكالات الحكومية. وفي بعض الحالات يكون للبلد الأصل بالفعل آلية تنسيق مكرسة للمسائل ذات الصلة بالهجرة، بما في ذلك تلك التي لها صلة بالعودة وإعادة الإدماج. وفي هذه الحالة يجب أن يكون الهدف تعزيز وتوحيد خطوط التنسيق المشتتة القائمة وجمعها تحت مظلة آلية تنسيق واحدة (ربما تكون قائمة بالفعل).

لكن في بعض الأماكن لا توجد إلا آليات تنسيق محدودة أو لا يوجد أي تنسيق على الإطلاق بين الجهات الفاعلة ذات الصلة المعنية بإعادة الإدماج. وفي هذه الحالة قد يكون من الضروري إنشاء هيكل تنسيق جديد مكرس للغرض. ويرد أدناه بيان الخطوات الرئيسية في تصميم وتنفيذ وصيانة الآلية المكرسة للتنسيق.

الشكل 2.4: عمليات تدريجية لإنشاء آلية تنسيق مراعية للسياق على مراحل

IMG-Ar-Sh-4-2

  1. الطموح إلى التحكم في العملية وطنياً ومحلياً. أنشطة تنسيق إعادة الإدماج إجمالاً يجب أن تقودها حكومة البلد الأصلي لزيادة تحكم الحكومة في عملية الإدماج وإقرار آلية التنسيق فيما يتصل بالوكالات الحكومية وسائر موفّري الخدمات.
    بالإضافة إلى الوكالات الحكومية الوطنية تُعدّ السلطات المحلية جهات فاعلة أساسية في العودة وإعادة الإدماج. وبالتالي فإنّ التنسيق لازم، ليس فقط بين مختلف العائدين على الصعيد الوطني (أفقياً) في البلد الأصلي وإنّما أيضاً بين الجهات المعنية الوطنية والإقليمية والمحلية (عمودياً). وفي بعض البلدان قد تكون هناك آليات تنسيق حكومية عمودية لعمليات من قبيل التشغيل، وخدمات الرعاية الصحية، والتدريب، وتوفير الخدمات الأساسية، التي يمكن استخدامها وتعزيزها في إطار آلية تنسيق أوسع لإعادة الإدماج.

  2.  مسح وظائف الوكالات وموفري الخدمات على الصعيدين المحلي والوطني. يجب تحديث واستيفاء تقييم أطر ولوائح وسياسات توفير الخدمات ومسحها (عند تصميم برامج إعادة الإدماج، (انظر الفرع 2.4.1) بمعلومات عن آليات التنسيق القائمة والتسلسل الهرمي والعلاقات بين مختلف الوكالات وموفري الخدمات. ويجب القيام بتحليل حذر للسياق المؤسسي الذي يجب أن تندرج فيه آلية التنسيق، ولمسألة ما إذا كان يجب أن تندرج آلية التنسيق ضمن الأطر القائمة أو ما إذا كانت تحتاج إلى أطر جديدة.

  3. إنشاء آلية تنسيق ملائمة. بالاستناد إلى مسح موفّري الخدمات، تُنشأ آلية تيسّر التنسيق بين الجهات المعنية الوطنية أو المحلية المنخرطة في أنشطة إعادة الإدماج. وآلية التنسيق يمكن أن تكون فريقاً عاملاً مشتركاً بين الوكالات أو لجنة مشتركة بين الوزارات. وآلية التنسيق يجب: ‘1‘ أن تقرّها حكومة البلد الأصلي رسمياً؛ ‘2‘ أن ترأسها السلطة المحلية ذات الصلة أو الوزارة الوطنية المكلفة بالعودة وإعادة الإدماج؛ ‘3‘ أن تتألف من مسؤولين37؛ ‘4‘ أن يدعمها خبراء وكذلك ممثلون عن المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

  4. إعداد إجراءات التنفيذ الموحدة لشركاء التنفيذ ذوي الصلة. ويجب أن يشمل ذلك دعم وضع إجراءات تنفيذ موحدة أو تعليمات مشتركة أو بروتوكولات مشتركة لجميع المؤسسات وموفري الخدمات المشاركين في الأنشطة ذات الصلة بإعادة الإدماج انطلاقاً من تسجيل وتقييم المستفيدين ووصولاً إلى الرصد والتقييم.

ويجب أن تشمل إجراءات التنفيذ الموحدة ما يلي:

  • ماهية وكيفية نقل المعلومات والبيانات. من الأهمية بمكان تبادل المعلومات فقط، بما في ذلك البيانات الشخصية اللازمة للرعاية والمساعدة الفعالتين. والخصوصيات الشخصية هامة للغاية.

  • فالمعلومات المنقولة إلى منظمات دعم أخرى يجب أن تقتصر على التفاصيل اللازمة لتيسير رعاية العائد الملائمة المحددة.

  • معلومات عن كيفية توفير الخدمات وطلب موافقة المستفيد. يجب أن يعطي العائد موافقته لتقاسم الملاحظات والتعليقات بين دوائر الرعاية لتيسير المتابعة والتنسيق38.

  • كيفية ترتيب الاتصال الأول. تفاصيل نقطة الاتصال الأولى في كل منظمة إحالة، بما في ذلك جهة (جهات) الاتصال الرئيسية والوقت المتاح ونقاط الاستجابة لتلقي اتصال عند اللزوم وبيانات الحالة اللازمة عند الاتصال الأول.

  • متابعة ومواصلة المساعدة. يجب أن يوافق الشركاء على ما قد تحتاج إليه كل منظمة من مساعدة إضافية والترتيبات اللازمة لتقاسم المعلومات بعد التعيين، بما في ذلك، على سبيل المثال، في سياق الصحة، إحالة المعلومات عن الوصفات الطبية ونظام العلاج والمخاطر الصحية المحتملة، بما في ذلك فيما يتصل بالصحة العقلية.

  • هياكل توثيق متينة. يجب أن تكون تفاصيل الدعم المقدم من موفري الخدمات متاحة وموثقة في جميع الأحوال في الوقت المحدد وبدقة وبطريقة آمنة. ويجب أن تشمل الوثائق تفاصيل جهة الاتصال لدى جميع الجهات الفاعلة المعنية، والمعلومات عن التقييمات، وخطط المساعدة، والمعلومات عن رصد الخطة، ونواتج الاتصالات مع العائدين وموفري الخدمات المعنيين في خطة المساعدة، والملاحظات والتعليقات المقدمة من العائد وأية معلومات أخرى ذات صلة.

  • ترتيبات التكلفة. يجب أن تدرج هذه الترتيبات أيضاً في إجراءات التنفيذ الموحدة وأية اتفاقات للتدريبات المشتركة وتقاسم المعدات، عند الاقتضاء، وما إلى ذلك.

آليات الإحالة

إن وجود آلية إحالة فعالة حيوي لمعالجة كامل طيف الاحتياجات المحتملة لدى العائدين.

ولا يمكن لمنظمة إعادة الإدماج الرائدة تلبية كل نوع من أنواع احتياجات العائد، وبالتالي فإن المنظمات والدوائرالحكومية بحاجة إلى الاتصال ببعضها البعض للتمكن من مساعدة المهاجرين بشكل شامل. وآلية الإحالة فيما يتصلبالعائدين يمكن تعريفها بأنها عملية رسمية أو غير رسمية للتعاون بين الجهات المعنية المتعددة لتقديم المساعدةوتوفير خدمات الحماية للمهاجرين العائدين.

وآليات الإحالة تشمل عادة مسح الخدمات المتاحة للعائدين. وسيكون ذلك الأساس لوضع نوع ما من أنواع مذكراتالتفاهم لتحديد ما الذي يفعله مختلف الشركاء، فضلاً عن إجراءات التنفيذ الموحدة التي تصف كيفية القيام بهذهالاتصالات أو عملية الإحالة بما في ذلك كيفية جمع البيانات وإدارتها وحمايتها. والمنظمات (أو الوكالات أوموفرو الخدمات وما إلى ذلك) تعمل معاً وتخلق فعلاً شبكة فعالة وخاضعة للمساءلة وتعمل كـ "مقدّم" وحيدللخدمات. غير أنه من الأهمية بمكان ملاحظة أن آلية الإحالة ليست عملية تحصل مرة واحدة بل هي بالأحرىعملية عمل مشترك عبر مختلف مراحل عملية المساعدة.

وآليات الإحالة يمكن أن تكون محلية، مثل الموظف المحلي العامل بخصوص حالة ما الذي يحيل زبوناً إلى عيادة طبية أو إلى تعاونية سكن محلية أو إلى اتحاد طالبي عمل نشط في المنطقة. ويمكن أن تكون أيضاً وطنية، تربط مثلاًالعائدين بالمنظمات الوطنية أو الدولية التي يمكن أن توفر الدعم أو الحماية من خلال شبكتها الوطنية. ويمكن أن تكونأيضاً دولية أو مشتركة بين قطر وآخر أو متعددة الأطراف تتوفر فيها سبل رسمية للبلدان لإحالة المهاجرين إلى دوائروخدمات بلد آخر أو لأغراض التقييم في ذلك البلد أو إحالة المعلومات إليه.

وللمزيد من المعلومات عن وضع وتنفيذ آليات الإحالة (بما في ذلك نماذج العينات) يرجى الرجوع إلى توجيهاتالمنظمة الدولية للهجرة بشأن آليات الإحالة لحماية ومساعدة المهاجرين المعرضين للعنف والاستغلال والاعتداءوضحايا الاتجار (على وشك الصدور).

-4hand-img-ar

توفر الوحدة 2 توجيهات لمديري الحالات بخصوص اختيار الخدمات الملائمة لفرادى العائدين والقيام بعمليات الإحالة في إطار آلية تنسيق.

Created with Sketch.  دراسة الحالة 15:

  إجراءات التنفيذ الوطنية الموحدة في مجال إعادة الإدماج في كوت ديفوار

ما انفكت كوت ديفوار تشهد، منذ عام 2016، عودة أعداد كبيرة من مواطنيها، ولا سيما من ليبيا والنيجر. وقد فرض ذلك ضغوطاً على الهياكل والقدرات الوطنية، ذلك أنها لم تكن توجد من قبل هياكل قائمة لمساعدة هؤلاء العائدين. لذلك ظلت حكومة كوت ديفوار تعمل عن كثب مع المنظمة الدولية للهجرة لوضع إجراءات تنفيذ موحدة محددة وآليات تنسيق لتكون قادرة على مساعدة عدد أكبر من العائدين.

وعلى إثر مسح للشركاء المحليين والوطنيين، وتحت قيادة وزارة التكامل الأفريقي والإيفواريين في الخارج، تم إنشاء لجنة لإدارة الحالات ("Comité de Gestion des Cas") شملت الوزارات الرئيسية والإدارات الحكومية، كما تم إنشاء إحدى منظمات المجتمع المدني. ومن خلال هذه اللجنة كيّفت حكومة كوت ديفوار "إجراءات التنفيذ الموحدة الإطارية لمساعدة العائدين الطوعيين والمساعدة على إعادة الإدماج" التي وضعتها المنظمة الدولية للهجرة مع السياق الوطني عن طريق صياغة خطة وطنية بشأن العودة وإعادة الإدماج.

وإجراءات التشغيل الموحدة هذه حالياً في طور المراجعة على المستوى الوزاري لكي يعتمدها مجلس الوزراء. وتتوخى الخطة نهجاً قائماً على تقاسم المساعدة يخصص بموجبه كل شريك من الشركاء المساعدة للمهاجرين العائدين بحسب ميزانيته وقدرته ووظيفته.

وتدير اللجنة أيضاً الحالات وتختار الشركاء لأغراض إعادة الإدماج. وبالإضافة إلى ذلك يجري حالياً التطرق لبعض الثغرات التي ظهرت أثناء عملية المسح. وعلى سبيل المثال يجري حالياً ترميم مركز استقبال سيتلقى فيه العائدون مساعدة مباشرة، بما في ذلك خدمات المشورة، والسكن الطارئ، ومجموعات مواد كسب الرزق والمصروفات النثرية. ثم تُوفر أيضاً دورات تدريبية بشأن حماية الأطفال المهاجرين موجهة إلى موظفي الخدمة الاجتماعية لإعدادهم للاستجابة لاحتياجات عدد أكبر من الأطفال المهاجرين العائدين.

ويجري إنشاء آليات مماثلة في 26 بلداً أفريقياً في منطقة الساحل وبحيرة تشاد والقرن الأفريقي وشمال أفريقيا من خلال الإجراءات الخارجية للاتحاد الأوروبي – المنظمة الدولية للهجرة لدعم برنامج حماية المهاجرين وإعادة إدماج العائدين.

Created with Sketch. نصائح للنجاح
  • الاستفادة من خبرة كل واحد من الشركاء واستغلال مواطِن القوة والتغطية الجغرافية لتعزيز النظام.
  • السهر على أن ترافق آليات التنسيق المنشأة الموارد اللازمة لبناء القدرات.

32  مقتبس من: G. De la Mata. Do You Know Your Stakeholders? Tool to Undertake a Stakeholder Analysis (2014).

33  المصادر: مبادرة الهجرة والتنمية المشتركة، الوحدة 1: إدارة الصلة بين الهجرة والتنمية المحلية، الوحدة 2: إقامة الشراكات والتعاون والحوار بشأن الهجرة والتنمية، في مجموعة الأدوات الإلكترونية لمبادرة التنمية والهجرة المشتركة بشأن الهجرة والتنمية المحلية، جنيف، 2015؛ Samuel Hall/ المنظمة الدولية للهجرة، 2017.

34 مقتبس من: Samuel Hall/المنظمة الدولية للهجرة، 2017 والمنظمة الدولية للهجرة، "Reintegration - Effective Approaches" (جنيف، 2015).

35 مقتبس من: مبادرة الهجرة والتنمية المشتركة، 2015ب؛ المنظمة الدولية للهجرة، "Reintegration - Effective Approaches" (جنيف، 2015).

36 المصدر: المنظمة الدولية للهجرة، 2010.

37 رهناً بنطاق برنامج إعادة الإدماج والأنشطة المخططة له يمكن أن تشمل الوزارات ذات الصلة وزارة الداخلية لأغراض الأنشطة الخاصة بالتسجيل والتوثيق؛ ووزارة العمل لأغراض دوائر التشغيل العام ومراكز التعليم في المجالين التقني والمهني؛ ووزارة الصحة لأغراض الخدمات الصحية؛ ووزارة التعليم لأغراض إعادة الإدماج في المجال التعليمي. وما إلى ذلك.

38 في بعض الحالات المحددة تعتبر الإحالات من جانب فرد من أفراد الأسرة أو منظمة من المنظمات دون موافقة المهاجر مبررة عندما تكون حياة المهاجر مهددة، مثلاً عندما يكون هناك خطر انتحار مرتفع أو عندما يكون المهاجر يشكو من عجز ذهني ولا يكون قادراً على إبداء موافقته. وهذه الخيارات الأخيرة لا يمكن أن يحددها إلا مهني من مهنيي الصحة العقلية.